مساحتها 2000 كيلو متر مربع.. ما لا تعرفه عن “بير طويل” الأرض التي لا تريد ضمها أي دولة
تقع (بير طويل) على الحدود المصرية السودانية، وهي قطعة صغيرة من الأرض الفريدة، فلم تطالب بملكيتها أية دولة على الإطلاق، فلا مصر ولا السودان يرغب في ضمها إلى حدود بلاده، تابع معنا عزيزي القارئ هذا المقال لتعرف الأسباب الكامنة وراء ذلك.
تتصف أرض (بير طويل) بشكلها الذي يشبه شبه منحرف، وتقدر مساحتها بـ2000 كم مربع، وتقع في أكثر بقع شمال إفريقيا عزلة، فلا يوجد في هذه المنطقة سوى الصخور والرمال، بدون أي طرق معبدة أو مصادر غذائية طبيعية فلا يمكن بذلك لأي شخص أن يعيش فيها.
وعلى حسب أقوال البلدين اللذين يحدانها، لا تحمل هذه الأرض أي فائدة إقتصادية وهو السبب الرئيسي لرفضهما ضمها، ولكن للقصة كفاية.
تقع بالقرب من (بير طويل) أرض أكبر ذات شكل مثلثي، تدعى (حلايب)، وعلى الرغم من أنها لا تحوي أيضا سوى الرمل والصخور، لكن أهميتها تكمن في كونها تتواجد على ساحل البحر الأحمر.
الآن يتنازع كل من مصر والسودان على ملكية هذه الأرض، لكن إذا نظرنا إلى خارطة حدود كلا البلدين نجد أن (حلايب) تتواجد بينهما، فلذلك من يحصل على (بير طويل) سيلغي حق مطالبته بـ(حلايب)، وبالتالي لا يريد أي من البلدين التنازل عن الأرض الأكبر والأكثر فائدة للحصول على أرض بور دون فائدة ترجى.
بدأت هذه المشكلة الغريبة في عام 1899، عندما وقعت المملكة المتحدة -التي كانت صاحبة السيادة في المنطقة- اتفاقية مع مصر مفادها إسناد إدارة السودان إليها فشكلت بلدا جديدا سمي بـ”السودان الإنجليزي المصري“، ولكن السودان في الحقيقية كان تحت السيطرة الكاملة لبريطانيا منذ بداية استعمار مصر.
على أية حال، تم الإتفاق على أن الحدود المصرية السودانية تقع على خط العرض رقم 22، لكن بعد ثلاث سنوات، قررت بريطانيا إعادة تشكيل حدود جديدة بسبب عدم صلاحية الحدود القديمة فيما يخص إختلاف مواطن بعض القبائل والسكان الأصليين، أي في ذلك الوقت أدرجت بريطانيا جبلاً صغيراً يقع على جنوب الخط 22 إلى مصر، لأنه كان الموطن الأصلي لقبيلة (عبابدة) التي تربطها علاقة أقوى بمصر أكثر من السودان، وسميت هذه المنطقة بـ(بير طويل).
ومن جهة أخرى، سلًمت بريطانيا رئاسة منطقة أكبر تقع على ساحل البحر الأحمر على شمال الخط 22 إلى الحكومة السودانية، لأنها أيضا كانت الموطن الرئيسي لقبيلة (بيجا)، التي كانت تربطها علاقة ثقافية أقوى بالسودانيين، وسميت المنطقة (حلايب).
بدأت المشاكل بالظهور عندما حققت السودان استقلالها في عام 1956، حيث أعلنت الحكومة السودانية الجديدة حقها الشرعي في اتملاك مثلث (حلايب) كما ورد في النص المكتوب في التصريح الثاني لبريطانيا، لكن على الكفة الثانية، أكدت مصر أن مفاد التصريح لم يكن سوى لتشكيل ولاية إدارية مؤقتة، وأن الحدود النظامية بين البلدين هي التي تنص عليها اتفاقية سنة 1899، فجعلت بذلك من حلايب تابعة لجمهورية مصر.
نعلم جميعا أن صراعات الدول حول حدودها شائعة للغاية، لكن ما يجعل هذا الصراع فريداً من نوعة هو بسبب تأثير (حلايب) على هذه القطعة الصغيرة جنوب الخط 22 المسماة بير طويل، إذ لا يريد أي من البلدين بسط سيادته على (بير طويل) كي لايلغي حقه في امتلاك مثلث (حلايب).
وما يجعل هذا الأمر عسيراً هو أن الخرائط المصرية تظهر أن أرض (بير طويل) تابعة للسودان، وتظهر الخرائط السودانية أن (بير طويل) تابعة لمصر، وبالتالي أصبحت (بير طويل) منطقة مهجورة غير تابعة لأي بلد.
حاول العديد من الأشخاص احتلال بير طويل مثل الروسيان (ديميتري زيكاريف) وصديقه (ميخائيل روكاينين) اللذان رفعا علم روسيا على أرضها:
الروسيان (ديميتري زيكاريف) وصديقه (ميخائيل روكاينين) اللذان يظهران في الصورة وهما يرفعان علم روسيا على أرضها.
تظهر هذه الصورة أيضا، الأمريكي (جيرميان هيتون) الذي أعلن حصوله على (بير طويل) بوضع علم عائلته على أرضها:
الأمريكي (جيرميان هيتون) يضع علم عائلته على أرض بير طويل
الأمريكي (جيرميان هيتون) الذي أعلن حصوله على (بير طويل) بوضع علم عائلته على أرضها.
وفي السنة الماضية عندما وصل رجل الأعمال الهندي (سوياش ديكسيت) إلى (بير طويل) ونصب العلم الخاص به أيضا على أرضها معلنا تملكه لها.
المصدر: موقع amusingplanet