أغنى دول العرب ونفطها يتدفق نحو الأسواق العالمية بملايين البراميل يومياً.. كيف ستضاعف الكويت إنتاجها من النفط بحلول 2025؟
يحوم إنتاج الكويت من النفط حول مستويات تقل قليلًا عن 2.5 مليون برميل يوميًا، لكن البلاد تنفذ خطة تستهدف من خلالها رفع إنتاجها النفطي إلى 3.5 مليونًا بحلول عام 2025، و4 ملايين بحلول 2035 مع البقاء على مستوى الإنتاج نفسه حتى حلول 2040.
وبحسب البيانات الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركة نفط الكويت، شهد إنتاج الكويت من النفط تراجعًا خلال السنوات الماضية، ولكن مع تنفيذ البلاد إستراتيجية لزيادة طاقتها الإنتاجية، عادت الإمدادات إلى منحنى الصعود مرة أخرى مؤخرًا.
وأظهرت البيانات الأخيرة، الصادرة عن منظمة أوبك، أن إجمالي إنتاج الكويت من النفط الخام تراجع إلى 2.419 مليون برميل يوميًا، خلال العام الماضي، مقابل نحو 2.439 مليون برميل يوميًا في 2020، ومقابل 2.687 مليون برميل يوميًا في عام 2019.
وعلى أساس فصلي، شهد إنتاج الكويت من النفط -بحسب بيانات أوبك- تحسنًا، خلال الربع الثالث من العام الماضي، ليسجل إنتاج متوسط الربع نحو 2.448 مليون برميل يوميًا، ليرتفع إلى 2.532 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع من 2021.
ومع بداية العام الحالي، قفز إنتاج الكويت من النفط خلال الربع الأول من العام الجاري إلى 2.612 مليون برميل يوميًا، بحسب بيانات أوبك.
وعلى أساس شهري، بلغ إنتاج الكويت من النفط نحو 2.584 مليون برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني الماضي، و2.614 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، و2.639 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار 2022.
وبحسب أحدث البيانات المتاحة على موقع شركة نفط الكويت، تراجع إجمالي إنتاج الشركة النفطي، خلال عامها المالي (أبريل/نيسان 2020 – مارس/آذار 2021) إلى 2.62 مليون برميل يوميًا، مقابل 2.8 مليون برميل يوميًا خلال العام المالي السابق له، ومنخفضًا عن مستوى 2.85 مليون برميل يوميًا خلال العام المالي (2018-2019).
النفط الثقيل
يُعَد مشروع النفط الثقيل الذي نجحت الشركة في تشغيله خلال 2020، أحد مكونات تحقيق إستراتيجية زيادة إنتاج الكويت من النفط، والدخول في مجال النفط الثقيل.
ونجحت الكويت في تشغيل مشروع النفط الثقيل خلال عام 2020 الذي شهد اشتعال أزمة فيروس كورونا، واستطاعت تحقيق طاقة إنتاجية من المشروع بلغت 60 ألف برميل يوميًا بحلول سبتمبر/أيلول 2021، وفقًا للرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، هاشم هاشم.
ونقلًا عن آخر الإحصائيات المتاحة لشركة نفط الكويت، وصل إجمالي إنتاج مشروع النفط الثقيل خلال العام المالي (أبريل/نيسان 2020 – مارس/آذار 2021) أكثر من 7 ملايين برميل منذ البدء بعمليات الإنتاج في فبراير/شباط 2020، وذلك من خلال 930 بئرًا.
ومنذ عام 2009، بدأت الكويت في تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الخام الثقيل، واختبرت إنتاجية الآبار الأفقية في حقل جنوب الرتقة عام 2011، واستكشفت مكمن فارس السفلي في حقل أم النقا عام 2014.
وتضمن المشروع بناء خط أنابيب يبلغ طوله 162 كيلومترًا وبقيمة 842 مليون دولار، بهدف نقل الخام الثقيل من مرفق المعالجة الرئيسة إلى مجمع صهاريج التخزين الواقعة في ميناء الأحمدي.
وتستهدف الدولة العربية من المرحلة الأولى اكتشاف الاحتياطيات الهائلة التي تتمتع بها شمال البلاد من النفط الثقيل جنوب الرتقة، في سبيل تنفيذ إستراتيجية البلاد لتعزيز إنتاج الكويت من النفط.
صيانة الآبار
تتوقع الكويت إضافة نحو 500 ألف برميل يوميًا إلى طاقتها الإنتاجية بعد الانتهاء من مشروعات حفر آبار وخطط صيانة آبار، تعمل على تنفيذها خلال العامين الجاري والمقبل.
وبحسب الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، يُعَد أبرز هذه المشروعات، مشروع تشغيل مركزي تجميع جديدين شمال الكويت وجنوب شرقها.
وكانت وسائل إعلام محلية في الكويت قد نقلت عن مصادر انتهاء شركة نفط الكويت من مشروع مركزي تجميع نفطي جديد رقم 31 يقع شمال الكويت ويسهم في إنتاج 100 ألف برميل من الخام يوميًا.
وفي 2018، شغلت الكويت مراكز التجميع رقم 29 و30 بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل من النفط يوميًا.
ويشار إلى أن مراكز التجميع تُثَبت النفط الخام من خلال عملية التثبيت متعددة المراحل وفصل الغاز والماء عن النفط الخام لتلبية النوعية المطلوبة لعمليات التكرير.
كما أن البلاد تُنَفذ وتُشَغل مرفقين جديدين لحقن المياه في مكامن النفط لرفع القدرة الإنتاجية.
وتضمنت خطة الكويت كذلك رفع القدرة الإنتاجية، وحفر نحو 500 بئر بشكل سنوي في المتوسط، مع إجراء 2000 عملية صيانة للآبار.
المنطقة المقسومة مع السعودية
تتوقع الكويت أن تضيف المنطقة المقسومة مع السعودية نحو 350 ألف برميل من النفط يوميًا، لتُسهِم في تحقيق هدف الوصول بالطاقة الإنتاجية الكلية للبلاد من الخام لـ3.5 مليون برميل يوميًا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، بدأت الكويت التشغيل التدريجي لمكامن النفط الثقيل في حل الوفرة، وإنتاج أول دفعة من “خام الأيوسين” في منطقة العمليات المشتركة مع السعودية في الوفرة.
وتضم المنطقة البرية المقسومة بين السعودية والكويت حقول “جنوب أم قدير والوفرة وجنوب الفوارس والحما وحقل أرق”، بينما تضم المنطقة البحرية من المنطقة المقسومة حقولًا في مناطق “الخفجي ولولو والحوت والدرة”.
وكانت الكويت قد أسست، عام 2002، الشركة الكويتية لنفط الخليج وهي تابعة لمؤسسة البترول الكويتية؛ لتكون مسؤولة عن حصة الكويت في حقول المنطقة المقسومة بين دولة الكويت والسعودية بدلًا من شركة الزيت العربية بعد انتهاء عقدها مع الكويت.
ومن مهام الشركة إجراء عمليات استكشاف النفط وتطويره وإنتاجه في المناطق البرية والبحرية من المنطقة المقسومة.
وفي أغسطس/آب 2021، بدأت الشركة الكويتية لنفط الخليج التشغيل الفعلي لأول خط أنابيب بري وبحري بطول 100 كيلومتر لنقل الغاز الخفيف من مرفق التصدير بعمليات الخفجي المشتركة مع السعودية إلى الكويت عن طريق الربط مع خطوط الغاز التابعة لشركة نفط الكويت التي تغذي محطة الزور للطاقة.
وبحسب الشركة الكويتية لنفط الخليج، تبلغ الطاقة الاستيعابية لخط أنابيب نقل الغاز نحو 24 مليون قدم مكعبة من الغاز الخفيف.
وأكدت الشركة أن الخط يعمل على خفض تكاليف استيراد كميات الغاز المطلوبة لتغطية الاستهلاك المحلي، ولا سيما في أوقات الذروة.
تقنيات جديدة
في يناير/كانون الثاني 2021، أطلقت الكويت تقنيتين جديدتين في البئرين 329 و330 بحقل الصابرية، وذلك لأول مرة في الحقول التابعة لشركة نفط الكويت.
وتستهدف التقنية الاستفادة من المضخات الغاطسة الكهربائية وتعزيز إنتاج النفط؛ للمساهمة في زيادة إنتاج الخام وتحسين التكلفة.
وبحسب وزارة النفط الكويتية، تتضمن التقنية الأولى المطبقة في البئر 330، وهي “ZIC & WR ESP”، تطبيق أول منتج للحاقن المزدوج المتوازي والمتزامن، الذي جرى من خلاله اعتماد أول مجموعة من المضخات الغاطسة الكهربائية القابلة للاسترداد، مع استكمال العزل النطاقي للآبار بالوقت نفسه بالحقل.
وفي البئر 329، نفذت الشركة تقنية “SIP” لإنتاج النفط، مع ضخ الماء في طبقة برقان السفلى، وفقًا للوزارة.
كما طبقت شركة نفط الكويت، لأول مرة، تكنولوجيا الزلازل الدقيقة في بئرين تقعان في حقل بحرة شمال الكويت، وهما بئر الملاحظة 115، وبئر المعالجة 143.
وتعتمد التقنية على ضخ محلول كيميائي داخل بئر المعالجة بكميات محسوبة في الخزان لإحداث تكسير للتكوين الصخري، وهو ما يؤدي إلى انبعاث موجات زلزالية.
وأكدت الشركة أن النتائج الأولية للتكنولوجيا، أظهرت فاعليتها في تحسين عملية التكسير وتطويرها، بما يساعد على رفع مستوى الإنتاج؛ إذ تعد من الحلول البديلة الناجحة لمواجهة تحدي تحسين الإنتاج في طبقة المودود النفطية.
اكتشافات جديدة
نجحت الكويت، خلال العام الماضي، في اكتشاف حقلين نفطيين جديدين لشركة نفط الكويت في الطبقات الجوراسية، وكذلك اكتشاف امتداد الجزء الشمالي من حقل برقان الكبير.
وكان الاكتشاف الأول في حقل “حومة” الواقع في الجزء الشمالي الغربي لدولة الكويت، وبحسب وزير النفط محمد الفارس، أظهرت النتائج الأولية بعد حفر بئر (حومة-1) أن مساحة الحقل تبلغ 70 كيلومترًا مربعًا من المكمن الجوراسي وبقدرة إنتاجية تصل إلى 1452 برميلًا من النفط الخفيف يوميًا.
والاكتشاف الثاني في حقل القشعانية شمال الكويت، الذي يقع بالقرب من حقلي الروضتين والصابرية في المكمن الجوراسي.
وتشير النتائج الأولية لبئر (قشعانية-1) إلى اكتشاف النفط الخفيف بكميات تجارية بواقع 1819 برميلًا يوميًا بوزن نوعي يبلغ 49 (API)، وغاز مصاحب بواقع 2.78 مليون قدم مكعبة في اليوم.
كما اكتشفت الكويت “نفطًا تقليديًا” شمال حقل برقان الكبير في مكامن “وارة ومودود وبرقان”؛ إذ تدفق الخام بكميات تجارية من عدة آبار حفرت عام 2020 بمعدل إنتاج يومي تجاوز 2000 برميل.
المصدر: مواقع إلكترونية – الطاقة