ظهر معدن الفضة لاعبًا رئيسًا في دعم نمو صناعتي الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية.. كيف سيصبح المعدن الصامت أغلى معدن في العالم؟
ظهر معدن الفضة لاعبًا رئيسًا في دعم نمو صناعتي الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وفق بيانات عام 2021، رغم التركيز على الليثيوم والمعادن الأخرى.
وعززت سعة منشآت الطاقة الشمسية الجديدة خلال العام الماضي من نمو الصناعة، في حين حقّق قطاع السيارات الكهربائية العالمي خطوات مهمة يُنتظر ازدهارها بصورة أكبر خلال الأعوام المقبلة.
وتتطلب خطط انتقال الطاقة مواصلة نمو الصناعتين؛ ما يُسلّط الضوء بصورة أكبر على المعدن الصامت المُستخدم في عمليات التصنيع، من حيث اضطراب أسعار المعادن والمعروض العالمي.
المعدن الصامت
رغم أن التركيز العالمي انصبّ على الليثيوم والنيكل والكوبالت وغيرها من المعادن الرئيسة التي تُشكّل عناصر أساسية في صناعات الطاقة النظيفة، فإن الفضة احتفظت بمستويات متماسكة في ظل اضطرابات الأسعار بالسوق العالمية وحجم مخزوناتها.
ويؤدي المعدن الصامت دورًا حيويًا في تصنيع خلايا الألواح الشمسية وتطبيقاتها الصناعية، فضلًا عن دوره في صناعة السيارات الكهربائية والبنية التحتية للشحن.
وفي الوقت الذي تعاني فيه غالبية أسواق الطاقة والمعادن من الركود، تُشير التوقعات إلى عدم معاناة الفضة من المعضلة ذاتها؛ نظرًا لزيادة الطلب عليها في ظل نمو التطبيقات الصناعية.
إذ يرى معنيون بالصناعة أن هناك توجهًا بين مُنتجي خلايا وألواح الطاقة الشمسية لخفض معدل استهلاك الفضة لضمان توافر إمداداتها حال ارتفاع أسعارها في السوق الدولية، أو نقص المعروض المقرون بزيادة الطلب.
وأكد المدير التنفيذي لمُزوّد بيانات المعادن “ميتالز فوكس” في لندن، فيليب نيومان، أن مُستخدِمي المعدن الصامت في التطبيقات الصناعية -خاصة خلايا ألواح الطاقة الشمسية- كانوا حريصين على عدم تسبّب نمو الصناعة في زيادة أسعاره ونقص المعروض.
وأضاف أن المنتجين على مدار الأعوام الماضية سعوا للتكيف مع اضطرابات السوق، عبر خفض نسبتها في التطبيقات الصناعية دون الإخلال بها.
وسجّل متوسط أسعار الفضة عام 2021 الماضي 25.14 دولارًا للأوقية، ارتفاعًا من 20.55 دولارًا للأوقية في العام السابق له، وفق بيانات تقرير ميتالز فوكس.
الفضة.. والطاقة الشمسية
بصورة إجمالية، سجلت منشآت الطاقة الشمسية الجديدة في العالم ما يقرب من 158 غيغاواط خلال العام الماضي، مرتفعة عن تقديرات السعة الجديدة لعام 2020 البالغة 130 غيغاواط، حسبما أكد فيليب نيومان خلال مقابلة له مع ستاندرد آند بورز غلوبال.
وكشف نيومان أن الطلب العالمي على الفضة المستخدمة في التطبيقات الكهروضوئية سجّل 114 مليون أوقية خلال العام الماضي، مقارنة بـ 100 مليون أوقية عام 2017؛ ما يؤكد أن دور الفضة في صناعة الطاقة الشمسية لم يكن مرتبطًا بالتوجهات العالمية الحديثة مثلما ورد في ختام قمة المناخ كوب 26.
وأسهمت سوق الخلايا الكهروضوئية لألواح الطاقة الشمسية في زيادة الطلب على المعدن الصامت بالسوق العالمية لاستخدامات التطبيقات الصناعية بنسبة 9%، خلال العام الماضي.
وتصدّرت الخلايا الكهروضوئية تطبيقات الطاقة المتجددة التي تعزز الطلب على المعدن الصامت، مشيرًا إلى أن التوصيات الدولية تجاه الأهداف المناخية وخطط الحياد الكربوني دعمت التوسع في سوق الطاقة الكهروضوئية، ومن ثم الطلب على الفضة.
السيارات الكهربائية
فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، رأى المدير التنفيذي لمزوّد بيانات المعادن ميتالز فوكس، فيليب نيومان، أن الفضة تعدّ ضمن أكثر المعادن الثمينة، تحقيقًا للمنفعة في حالة التوسع بالسيارات الهجينة والكهربائية.
وتذهب بيانات نيومان في هذا الشأن بعيدًا عن التركيز العالمي على الليثيوم وغيره من المعادن المستخدمة في تصنيع بطاريات السيارات.
وأضاف أن السنوات المقبلة سوف تشهد زيادة في الطلب على المعدن الصامت بالتزامن مع التوسع بصورة أكبر في قطاع السيارات النظيفة (الهجينة والكهربائية)، كما إن تهيئة البنية التحتية للشحن للتماشي مع خطط كهربة السيارات تتطلب زيادة الطلب عليه.
ولفت إلى أن سعر الفضة المنخفض مقارنة ببقية المعادن المستخدمة في تصنيع السيارات الكهربائية يخفض تأثيرها في السعر الإجمالي للسيارات.
لكن من زاوية أخرى، ورغم النمو الذي حققته صناعة السيارات الكهربائية ،العام الماضي وما تبعه، من دعم للطلب على الفضة، فإن نيومان أشار إلى أن نقص الرقائق الإلكترونية كان وراء عدم تحقيق معدلات أعلى لنمو الصناعة والطلب على المعدن الصامت.
المصدر: الطاقة