تقارير

الطاقة المتجددة في أوكرانيا ضحية الغزو الروسي.. لماذا يسرق الجنود الروس ألواح الطاقة الشمسية و يدمرونها؟

لم تسلم محطات ومشروعات الطاقة المتجددة في أوكرانيا من الحرب الروسية التي دخلت شهرها الثالث، مع عدم وجود بوادر تلوح في الأفق لحل سياسي قريب.

ونشر الكاتب المهتم بشؤون الطاقة والقضايا النووية، كريستي تاتارو، عددًا من الصور التي تكشف مدى تضرّر محطات الطاقة المتجددة في أوكرانيا جراء الحرب الروسية، مشيرًا إلى أنه مع التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة حول العالم تُعد الحرب الأوكرانية فرصة لمعرفة كيفية أدائها ومدى موثوقيتها في ظروف الحرب.

وأوضح أن إجمالي السعة المركبة لمحطات الطاقة الشمسية في أوكرانيا هي 6226.9 ميغاواط، ونحو 60% منها -ما يعادل 3 آلاف و700 ميغاواط- يقع في جنوب شرق البلاد، التي تُعد النقاط الساخنة في الحرب، مشيرًا إلى أن نحو 66% من طاقة الرياح -ما يعادل 1162 ميغاواط- توقفت وأغلبها في الجنوب.

الطاقة المتجددة في أوكرانيا

احتلت أوكرانيا المرتبة الأولى في قائمة أفضل 10 دول من حيث قطاع الطاقة المتجددة الأسرع نموًا في عام 2019، وفي عام 2020 أصبحت واحدة من 5 دول تطور الطاقة الشمسية بصورة أسرع.

وبلغ إجمالي الطاقة المتجددة في أوكرانيا نحو 9 آلاف و656 ميغاواط في بداية عام 2022، ومع ذلك، فإن الحرب الروسية لم توقف فقط تنمية القطاع وإنما أثرت فيه بصفة سيئة، إذ أوشكت الشركات على الإفلاس بعد وقف أنشطتها.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة سولار غينيريشن، مؤسس مجموعة الطاقة في خاركيف، ستانيسلاف إجناتيف، إن إجمالي قدرات الطاقة الشمسية المركبة في أوكرانيا يصل إلى 6226.9 ميغاواط، يوجد نحو 60% منها في الجنوب والجنوب الشرقي، الأكثر تعرضًا للهجمات الروسية.

الطاقة الشمسية في أوكرانيا

وفقًا لرؤساء الشركات، فإن قطاع الطاقة الشمسية هو الخاسر الأكبر من الحرب، إذ إن هناك 60% موجودة في الجنوب ما يعادل 3 آلاف و700 ميغاواط، خاصة أن مساحات كبيرة من مزارع الطاقة الشمسية في مناطق الحرب تضررت، إذ تشير التقديرات إلى تضرر ما بين 30 و40% من المحطات في مناطق النزاع، أي ما يعادل ما بين 1120 و1500 ميغاواط من السعة المركبة.

وتقع أكثر محطات الطاقة المتجددة في أوكرانيا، التي تعرّضت للضرر في مركز الطاقة ميكولايف، إذ تعرّضت مزرعة الطاقة الشمسية (22 ميغاواط) التابعة لشركة “سولار غينيريشن” للقصف.

ومن بين المشكلات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في أوكرانيا، أصبح الاتصال بشبكة الكهرباء مستحيلًا، بسبب الأضرار التي لحقت بنحو 5.5 كيلومتر من خط الكهرباء 150 كيلوفولت، الذي يمد ميكولايف بالكهرباء.

وأشارت تقارير محلية إلى أن تدمير 100% من محطات الطاقة الشمسية في منطقة خاركيف، بالإضافة إلى أن تلك التي لم تُدمّر أو تُتلف لا تعمل بكامل طاقتها بسبب الأوامر اليومية للحد من الإنتاج خلال ساعات النهار من أجل ضمان استمرارية نظام الطاقة.

كما لم تسلم محطات الطاقة الخاصة، أعلى المنازل من القصف، فبدءًا من بداية عام 2022، جرى تشغيل 1.2 غيغاواط من المحطات الشمسية من قبل الأسر، وتظهر إحصائيات مواقع محطات الطاقة الشمسية الخاصة أن نحو 280 ميغاواط (24%) من السعة المركبة قد دمرت.

طاقة الرياح في أوكرانيا

تبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية لمزارع الرياح في أوكرانيا 1673 ميغاواط، وتقع في الغالب في مناطق زاباروجيا وميكولايف وأوديسا ولفيف، ووفقًا لجمعية طاقة الرياح الأوكرانية، تم إيقاف أكثر من ثلثي توربينات الرياح في أوكرانيا بسبب الحرب الروسية.

وحاليًا، لا تعمل 1162.5 ميغاواط من السعة المركبة، في حين لا تزال 372.5 ميغاواط تعمل، وتقع أغلب المحطات المتوقفة أساسًا في منطقتي أوديسا ولفيف.

وجرى إيقاف جميع محطات الرياح من دي تي إي كيه، أكبر مستثمر خاص في صناعة الطاقة في أوكرانيا في منطقة زاباروجيا بقدرات 199.88 ميغاواط، إلى جانب إيقاف محطتين بقدرات 99.58 ميغاواط، و98.8 ميغاواط.

وبسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء، جرى إلغاء تنشيط محطة فرعية بقدرة 330 كيلوفولت في ميليتوبول، ومزرعة الرياح في زاباروجيا التابعة لشركة يوروكاب أوكرانيا بقدرات 98.1 ميغاواط.

كما جرى إيقاف توربينات الرياح في محطات منطقة ميكولايف، وإيقاف مزرعة الرياح الجنوبية للطاقة (76.5 ميغاواط)، في حين تعمل مزرعة الرياح دنيستر (جزئيًا).

الطاقة المتجددة في أوكرانيا

مشروعات توليد الكهرباء والطاقة الحرارية باستخدام الكتلة الحيوية في أوكرانيا التي تبلغ قدراتها 224.5 ميغاواط، منها 119.1 ميغاواط يجري إنتاجها من الكتلة الحيوية و105.4 ميغاواط من الغاز الحيوي، لم تسلم هي الأخرى من الحرب الروسية.

وتتوزع المحطات على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد بالقرب من المستوطنات والمؤسسات الزراعية الكبيرة، ووفقًا للتقديرات، فإن 10-15% من السعة المثبتة تأثرت جراء الحرب الروسية، خاصة في المدن التي قُصفت، في شمال وجنوب منطقة خاركيف ومنطقة سومي ومنطقة ميكولايف، جيتومير.

ومن بين أمور أخرى، يؤدي ترك الذخائر غير المنفجرة والألغام على الأراضي الزراعية والغابات وأحزمة الغابات إلى انخفاض مستوى حصاد الكتلة الحيوية الآن وفي المستقبل، ما يكون له تأثير طويل الأجل في الصناعة.

وتعرضت شبكات الكهرباء إلى أضرار جسيمة في المحطات الفرعية والشبكات الكهربائية عالية الجهد في مناطق كييف وتشيرنهيف وسومي وماريوبول.

ويصل متوسط عدد الأضرار التي لحقت بخطوط الجهد العالي على قطاع بطول 100 كيلومتر إلى 50 حالة، وجارٍ العمل على ترميم 11 خطًا للجهد العالى و7 محطات فرعية..

حتى الآن، تضرر ما يصل إلى 600 كيلومتر من خطوط الكهرباء 110 كيلوفولت و150 كيلوفولت، فضلًا عن أكثر من 200 محطة فرعية بجهد 110 كيلوفولت و35 كيلوفولت.

اقرأ أيضًا: الطاقة المتجددة في أوكرانيا قد تخسر 9 مليارات دولار

تقع غالبية قطاع الطاقة المتجددة في أوكرانيا تحت أنياب الدب الروسي، وبينما تعرّض بعضها للتدمير منذ الغزو، يواجه بعضها الآخر خطر القصف جراء وقوع أصول القطاع في دائرة القتال المباشر أو بالقرب منها.

ورجّحت الهيئة التجارية لرابطة الطاقة المتجددة في أوكرانيا إمكان اللجوء للمحاكم الدولية، للمطالبة بتعويضات من روسيا مقابل خسائر التكلفة الاستثمارية للمشروعات المتجددة التي تعرضت للتدمير، بجانب تعرُّض عمّال القطاع لأخطار صحّية ومعيشية.

وكعادة الحروب، يركّز الطرف المهاجم على شلّ الأركان الأساسية للدولة صاحبة الأرض، وأبرزها قطاع الطاقة، وهو الأمر الذي تواجهه كييف حاليًا من استهداف محطات ومشروعات متجددة وتدمير لخطوط الكهرباء.

وفي غضون أقلّ من شهر منذ بدء الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، رصدت رابطة الطاقة المتجددة في أوكرانيا خسائر ضخمة -حتى الآن-، سواء على صعيد تدمير البنية التحتية واختفاء المعدّات، أو على صعيد توقعات فقدان الكهرباء النظيفة.

خسائر الطاقة المتجددة في أوكرانيا

تمتّع قطاع الطاقة المتجددة في أوكرانيا بإنجازات مهمة خلال السنوات الـ10 الماضية، وتجاوز إجمالي استثمارات الصناعة في القطاع 12 مليار دولار، وسجلت سعة مصادر الطاقة المتجددة المركبة بداية من العام الجاري 9.5 غيغاواط.

لكن تلك الإنجازات مهددة بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا، وقدّرت الرابطة الأوكرانية للطاقة المتجددة أنه بدءًا من 11 مارس/آذار الجاري، تقع نصف مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا تحت طائلة القصف الروسي، كليًا أو جزئيًا.

وحول قيمة استثمارات الطاقة المتجددة في أوكرانيا المعرّضة لخسائر جراء القصف، أشارت الرابطة إلى أن من بين استثمارات بقيمة 12 مليار دولار خلال السنوات الـ10 الماضية، فإن القصف الروسي يهدد ما يقارب نصفها (أصول تتجاوز 5.6 مليار دولار)، تقع في دائرة القتال النشطة.

بالإضافة إلى أصول تزيد عن 3.6 مليار دولار أخرى لمناطق “قريبة” من مناطق القصف المباشر؛ ما يرفع تقدير الخسائر المحتملة لأصول مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا إلى 9.2 مليار دولار، وفق الموقع الإلكتروني للرابطة.

وأكدت الرابطة -بصورة عامة- أن الغزو الروسي يستهدف البنية التحتية للطاقة، إذ أحكم الروس سيطرتهم على محطتي الطاقة النووية تشيرنوبل وزابوريزهزهيا، كما طال القصف المباشر والجوي محطات الطاقة الحرارية وخطوط نقل الكهرباء.

وبخلاف مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا، قُصِفَت خطوط أنابيب نقل الغاز، ومخازن الوقود، وغيرها.

مشروعات الطاقة الشمسية

أكدت رابطة الطاقة المتجددة في أوكرانيا أن ما يصل إلى 71% من مشروعات الطاقة الشمسية يقع في نطاق مناطق القصف الروسي أو بالقرب منها.

وأشارت إلى أنه رُصِد 37% من قدرات مشروعات الطاقة الشمسية الأرضية داخل مناطق القتال النشط، بينما تقع 34% من باقي المشروعات “قرب” تلك المناطق.

وأوضحت الرابطة أن هناك حالات مسجلة تؤكد تعرّض الألواح الشمسية للتدمير نتيجة القصف الروسي، بجانب “سرقة” معدّات المحطات كافة، حسبما نقلت عنها مجلة بي في مغازين.

ولفتت إلى أن مناطق القصف تضم 35% من الأنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح والواجهات، بجانب قرب 19% أخرى من تلك الأنظمة من مناطق الصراع.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” قد رصدت ارتفاع قدرة توليد الطاقة الشمسية المتصلة بالشبكة في أوكرانيا إلى 7.33 غيغاواط بنهاية عام 2020.

مصير الكهرباء النظيفة

تعرضت خطوط نقل الكهرباء بأوكرانيا للتدمير منذ الغزو الروسي في 24 من شهر فبراير/شباط الماضي، ويقع ما يزيد عن ثلثي قدرات توليد الكهرباء النظيفة في البلاد بمناطق القصف أو مناطق قريبة منها.

وقالت الهيئة التجارية لرابطة الطاقة المتجددة في أوكرانيا، إن 6.37 غيغاواط من أصل قدرات الكهرباء النظيفة بالبلاد -المقدّرة بـ 9.5 غيغاواط- تقع في دائرة خطر القصف الروسي.

وتتنوع مصادر الكهرباء النظيفة المعرّضة للخطر في أوكرانيا بين مزارع الرياح والكتلة والغاز الحيويين والمحطات الكهرومائية صغيرة الحجم، وغيرها.

ورصدت رابطة الطاقة المتجددة في أوكرانيا حجم إمدادات الكهرباء النظيفة المعرّضة للخطر بما يزيد عن 3 غيغاواط و970 ميغاواط، بالإضافة إلى 2 غيغاواط و400 ميغاواط أخرى في مناطق قريبة من مناطق القصف، وفق صحيفة رينيوبلز ناو.

وأكدت تعرُّض محطات الطاقة المتجددة في أوكرانيا للقصف المباشر أو أعمال التخريب والدمار من الجانب الروسي.

مصادر أخرى تحت التهديد

تُشير التقديرات إلى وجود ما يقرب من نصف محطات الكتلة الحيوية في أوكرانيا بدائرة الخطر، إذ تواجه 48% من تلك المحطات خطر القصف الروسي المباشر.

وأُغلق ما يزيد عن نصف محطات طاقة الرياح، إذ يقع 89% منها في دائرة القتال النشطة والقصف المباشر، بينما 9% من المزارع الأخرى تقع “قرب” من مناطق القصف.

ورغم ضخامة حجم الخسائر المتوقعة للمشروعات الشمسية، بجانب باقي مصادر الطاقة المتجددة في أوكرانيا، فإنها تعتمد على الطاقة النووية في المقام الأول لتوليد غالبية إمدادات الكهرباء، وتملك أوكرانيا 4 محطات للطاقة النووية تضم 15 مفاعلًا.

وأسهمت محطات ومفاعلات الطاقة النووية في توليد ما يزيد عن 51% من مزيج الكهرباء الأوكراني لعام 2020، ونظرًا لأهمية المحطات النووية لقطاع الكهرباء في كييف، هاجم الجيش الروسي 3 محطات منها منذ بدء الغزو وحتى الآن، وفق صحيفة إليكتريك.

اقرأ أيضًا: هل تصبح الطاقة المتجددة وجهة العالم الآمنة عقب غزو أوكرانيا؟ (تقرير)

تبرز مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها وجهة أكثر موثوقية وأمانًا، خاصة في حالات ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية أو نقص الإمدادات، أو في حالات الحروب وتحول إمدادات النفط والغاز والفحم إلى أسلحة تستخدم في لي ذراع أطراف الصراع، مثل ما يحدث بالأسواق مؤخرًا.

ورغم أن كبرى الاقتصادات العالمية كأميركا والدول الأوروبية، كانت من أوائل المبادرين بفرض عقوبات على روسيا إثر غزوها أوكرانيا؛ فإن تلك العقوبات أضرت بالفعل بإمداداتهم الأساسية من الطاقة التي يعانون بالأساس إما من نقصها محليًا وارتفاع أسعارها وإما من صعوبة تأمين وارداتها منذ أشهر عدة.

ومن ثَم قد تؤدي الطاقة المتجددة دورًا مهمًا في إنقاذ الاقتصادات التي تُعوِّل كثيرًا على إمدادات النفط والغاز الروسية، خاصة أن بعضها قطع شوطًا كبيرًا في هذا المضمار.

الطاقة المتجددة والحرب

في ظل الحظر الأميركي الذي فرضه الرئيس جو بايدن، مؤخرًا، على واردات النفط والغاز الروسية بالموانئ الأميركية، وأيضًا بالتزامن مع إعلان المملكة المتحدة، في التوقيت ذاته، عزمها التخلي بصورة نهائية عن الطاقة الروسية بحلول نهاية العام الجاري؛ أصبحت الطاقة المتجددة “المصدر الآمن” لتحقيق خطط والتزامات واشنطن وبريطانيا.

ووفق وكالة الطاقة الدولية، يمكن للطاقة المتجددة (خاصة الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية) تغيير “قواعد اللعبة”، عبر وضع سياسات قوية والانحياز للأهداف المناخية.

إذ أشارت الوكالة مسبقًا إلى أن مصادر الطاقة المتجددة الإجمالية سوف تُشكل 95% من زيادة قدرة الكهرباء بالعالم بحلول 2026، كما توقعت الوكالة ارتفاع سعة الكهرباء المتجددة بما يزيد على 60% من مستويات ما قبل جائحة كورونا.

وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا بأيام قليلة، أصدرت الوكالة خطة ذات 10 ركائز لضمان خفض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي؛ من ضمنها دعم مشروعات الطاقة المتجددة.

وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، توقعت الوكالة زيادة إنتاج الكهرباء من مصدري الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) بما يفوق 100 تيراواط/ساعة خلال العام الجاري، بما يزيد بنسبة 15% عن إنتاج العام الماضي.

ودعت الوكالة للتوسع في الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، مشيرة إلى أنه يدعم خفض تكلفة فواتير الكهرباء للمستهلك.

أسواق الطاقة الأميركية

تواجه الأسواق الأميركية والأوروبية تحديات في توفير إمدادات الطاقة لأسواقها قبيل الغزو الروسي بأشهر؛ ما يؤكد أن التحول حيال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة أصبح ضرورة.

فيما يخص السوق الأميركية، لفت بايدن، في خطابه حول الحظر الأميركي لواردات الطاقة الروسية، إلى أن “الدفاع عن الحرية يحتاج إلى تكلفة” في إشارة لمعاناة الأميركيين مع أسعار الغاز المحلية التي أوضح أنها ارتفعت 75 سنتًا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا ومتوقع تسجيلها ارتفاعات أكبر.

ورغم محدودية واردات “النفط” الروسية لأميركا، العام الماضي، (شكّلت 3.5% فقط)؛ فقد ارتفعت معدلات استيراد أميركا من البنزين من موسكو؛ إذ سجلت 21% في العام ذاته، وهي النسبة الأعلى في استيراد البنزين بين دول العالم.

لكن أسعار البنزين في أميركا كانت بالفعل قد وصلت -قبل الغزو- لأعلى مستوياتها في غضون 14 عامًا منذ الأزمة الاقتصادية الأميركية عام 2008؛ إذ سجل سعر الغالون، الأسبوع الجاري، 6 دولارات؛ ما يدفعها لمحاولات تعزيز مصادر الطاقة المتجددة.

السوق الأوروبية

تعتمد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية بصورة أكبر من أميركا، وهو ما يفسر هدوء حدة قرار المملكة المتحدة، الذي صدر في اليوم ذاته لقرار الحظر الأميركي، حول الاستغناء “التدريجي” عن إمدادات موسكو ليصل إلى صورته النهائية بحلول نهاية العام الجاري، وليس بصورة فورية مثل أميركا.

وأكد مسؤول بريطاني -حينها- أن الاستغناء التدريجي عن النفط الروسي بحلول نهاية العام الجاري، جاء ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، مشددًا في الوقت ذاته على بدء العمل على إيجاد بدائل حتى لا يشعر المستهلك بأي تأثير.

وأدرك بايدن هذا الأمر، حين لفت إلى تفهمه عدم انضمام “بعض الشركاء الأوروبيين” لقرار الحظر الأميركي؛ نظرًا للاعتماد الكبير على إمدادات الطاقة الروسية، خاصة دول الاتحاد الأوروبي.

لكن رغم الاعتماد الأوروبي على واردات الطاقة الروسية؛ فإن مصادرها من الطاقة المتجددة أسهمت بـ37% من استهلاك الكهرباء للاتحاد الأوروبي عام 2020؛ ما يشير لإمكان تطويرها والاعتماد عليها كليًا في المستقبل، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “فوربس”.

السيارات الكهربائية.. والأحفورية

لم يعد الأمر مقصورًا على إمدادات الكهرباء عبر الطاقة الشمسية أو أي من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى؛ فالتحرر التدريجي من الاعتماد على سيارات الوقود الأحفوري والتوسع في السيارات الكهربائية يدفع باتجاه التحرر من سيطرة إمدادات الطاقة الروسية على الأسواق الأميركية والأوروبية، بل العالمية أيضًا.

واستفاد عمالقة صناعة السيارات في أنحاء العالم من الحديث عن تحول الطاقة ودور التنقل الكهربائي في هذا المسار؛ ما يمنح فرصة جديدة لكل من المستهلك والمستثمر لدخول مجال التقنيات النظيفة، خاصة في ظل تجدد الحديث عنها ضمن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا ووضع أسواق الطاقة حاليًا.

وخلال الشهر الجاري، وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلن 2 من عمالقة صناعة السيارات، وهما شركتا سوني وهوندا اليابانيتان، بدء تعاونهما في مجال إنتاج السيارات الكهربائية.

في التوقيت ذاته، طرحت الشركة الأميركية لصناعة السيارات “جيب” الشهيرة بتصنيع سيارات الدفع الرباعي، والتابعة لمجموعة ستيلانتيس التي تتخذ من هولندا مقرًا لها، خطط إنتاج لمجموعة متكاملة من السيارات الكهربائية.

كما أعلنت شركة شيفروليه الأميركية إعادة إنتاج طراز بولت الكهربائي بعدما شهد خط إنتاجه عقبات ترجع لمشكلات في تصنيع البطارية أدت لحرائق.

ولحقت شركة فولكس الألمانية لتصنيع السيارات بالشركات اليابانية والأميركية؛ إذ أعلنت زيادة تمويل التقنيات الحديثة للسيارات ذاتية القيادة وتصنيع البطاريات.

المصدر: الطاقة – مواقع إلكتروة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى