تقارير

النفط العربي.. تعرَّف على الاختصاصات التي من أجلها تم إنشاء وزارات النفط العربية

يتفق الجميع على أن من أهم عوامل النجاح لأي مشروع وبلا شك تحديد الأهداف والرؤى ويزيد على هذا إذا كان هذا المشروع يتمثل في إنشاء مُؤسسة ذات طابع خاص فلابد أيضاً أن يتوافر إلى جانب تحديد الرؤى والأهداف تحديد الاختصاصات

وهذا عين الحال في هذا المقال فبعد أن تحدثنا في المقالين السابقين عن نشأة وزارة البترول والثروة المعدنية والأهمية الإستراتيجية لها بقي أن نتناول موضوعاً هاماً يتعلق بماهية الاختصاصات التي أُوكِلت لهذه الوزارة وتحديد المهام المطلوبة منها في سبيل تحقيق الغاية المنشودة من إنشائها.

دعم وتطوير وتنمية مصادر الثروة البترولية والتعدينية أبرز اختصاصات وزارة البترول

ولعل من أبرز هذه الإختصاصات وأهمها علي الإطلاق هو دعم وتطوير وتنمية مصادر الثروة البترولية والتعدينية والعمل على حسن استغلالها بما يكفل تحقيق أهداف خطة التنمية وزيادة الدخل القومي للبلاد. كما أنها تختص برسم السياسة العامة لقطاعي البترول والثروة المعدنية في إطار السياسة العامة للدولة ومتابعة تنفيذها وتقييم نتائجها وكذلك رسم السياسة العامة للإتفاقيات البترولية والتعدينية وفقاً لأحدث التطورات العالمية.

ولا يجب أن نُغفل أيضاً دور الوزارة في رسم سياسة التعاون مع الهيئات الأجنبية في المشروعات البترولية والتعدينية في إطار السياسة العامة للدولة والعمل علي وضع سياسة تصنيع المنتجات البترولية وإنتاج البتروكيماويات ومن أجل ذلك يستلزم الأمر دراسة التطورات العالمية والعربية في مجالي البترول والثروة المعدنية ومُتابعة أعمال وقرارات الهيئات والمُنظمات الدولية والإقليمية العاملة في هذين المجالين وتحليل اتجاهاتها من النواحي الإقتصادية والسياسية والقانونية.

تختص الوزارة أيضاً بوضع مُقترحات لتشريعات جديدة والعمل على تطوير التشريعات القائمة

كما تختص الوزارة أيضاً بوضع مُقترحات لتشريعات جديدة والعمل على تطوير التشريعات القائمة بما يكفل تنمية الثروة البترولية والتعدينية وتبسيط الإجراءات والقضاء على المعوقات.

وبالطبع لن يتم تحقيق هذه المهام والقيام بهذه الإختصاصات دون تحقيق التنسيق بين خطط قطاعي البترول والثروة المعدنية بما يؤدي إلى التكامل بينهما وتحقيق أهداف خطة التنمية.

اقرأ أيضاً: تعرَّف على الأهمية الاستراتيجية لإنشاء وزارة للبترول


من يعرف ماضيه ويتعلم الدروس منه ويقف عند مُتغيراته فإنما يقف على أرض صلبة تُمكِّنهُ من بناء حاضره وقيادة مُستقبله وعلى هذا الأساس واستكمالاً لما بدأناه في سلسلة مقالات تاريخ البترول فقد تناولنا في المقال السابق الحديث عن تاريخ إنشاء وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث بمشيئة الله عن الأهمية الإستراتيجية لوزارة البترول والتي أُنشئت من أجلها.

و لا شك أن وجود كيان مؤسسي مُستقل له أهميته الاستراتيجية الجلية، حيث أنه سيختص بوضع السياسات البترولية العامة على أُسس جديدة تتلائم مع مُقتضيات المرحلة، ويكون مسئولاً مسئوليةً كاملةً عن توفير إحتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية والبتروكيماوية والثروات المعدنية،

كما أنه يستطيع من خلال منحه الصلاحيات الكاملة تحقيق الإدارة الفعًَالة لقطاعي البترول والثروة المعدنية بكياناته الخمسة، واستهداف زيادة الاحتياطيات والإنتاج من الزيت الخام والغاز الطبيعي من خلال تكثيف أعمال البحث والاستكشاف .

كما أنه بوجود وزارة مُستقلة في هذا المجال الحيوي ستتمكن الدولة من العمل على تطوير وبناء الكوادر البشرية القادرة على تحمُّل المسئوليات وذلك في إطار البرنامج الشامل الذي يتم تنفيذه حالياً لتطوير وتحديث قطاع البترول والثروة المعدنية.

وجدير بالذكر أن الدولة تستهدف من خلال عمل وزارة البترول والثروة المعدنية إلي العمل على تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول وتجارة الغاز والبترول، ومن ثم تحقيق الاستفادة الاقتصادية المُثلى من كافة الإمكانيات والثروات الطبيعية، وذلك للمُساهمة في التنمية المُستدامة لمصر.

وبذلك يصبح قطاع البترول نموذجاً يُحتذى به لباقي قطاعات الدولة في التحديث والتطوير، وذلك من خلال الإحتفاظ بالقيم الجوهرية للقطاع وهى: معايير السلامة، الإبتكار، الإلتزام بأخلاقيات العمل، الشفافية والكفاءة.

اقرأ أيضاً: ما المقصود بـ ” بئر النفط “ و كيف يتم حفرها للوصول إلى النفط الخام ؟


بئر النفط هي حفرة يتم حفرها في أعماق الأرض للوصول إلى الصخور التي تحتوي على النفط أو الغاز الذي يُمكن استخراجه.

و تُوفِّر المسوحات الزلزالية صوراً لطبقات الصخر لعدة كيلومترات تحت الأرض ، و يُحلل العلماء الجيولوجيون هذه الصور للعثور على مناطق قد تحتوي على النفط أو الغاز ، و تستعمل معدات الحفر لحفر بئر في مواقع تحت الأرض ، حيث تستخدم العديد من معدات الحفر على الأرض ، و في المياه الضحلة أو المياه العميقة.

كيف يتم حفر بئر النفط ؟

يتم حفر الآبار على مسافة عدة كيلومترات تحت الأرض خلال الصخر الصلب ،و لقمة الحفر هي الأداة المستخدمة للقطع خلال الصخر ، و تعمل معظم لقم الحفر بواسطة كشط الصخر أو تحطيمه ، أو كليهما ، و عادة بالحركة الدورانية ، و تقع لقمة الحفر في نهاية ساق الحفر ، و تصنع ساق الحفر من امتدادات أنابيب فولاذية مُثبَّتة بعضها ببعض، و يتم الضغط من أداة الحفر على أعلى ساق الحفر للدفع داخل الأرض ، عندما يصل أعلى ساق الحفر إلى نهاية أداة الحفر تتم إضافة طول آخر من أنبوب الحفر في الأعلى.

و تستمر هذه العملية حتى تصل لقمة الحفر إلى طبقات الصخر التي يُعتقد أنها تحتوي على النفط، و يُستخدم الطين لتبريد لقمة الحفر و تزييتها و إزالة قطع الصخر ، و تكون غالباً مزيج من المعادن الطبيعية الموجودة و الماء أو النفط ، و يجب التخلص من الطين دون إحداث ضرر بالبيئة ، و يتطلب هذا عمليات تنظيف خاصة و دفن النفايات على الشاطئ ، كما يُستخدم الطين المستند على الماء عند الإمكان ، لأنه يمكن التخلص منه في البحر دون إحداث ضرر بالحياة المائية.

تجويف بئر النفط

تُحفَر البئرُ النفطيةُ بٱستخدامِ الحفارة النفطية ( Rig ) ذات المُعدات الثقيلة للغاية و يتم إنزال مواسير الحفر التي تكون مربوطة من جهة برأس حفر خاص يحوي مُسننات لتحطيم الصخر و تفتيته ،و من جهة أخرى تكون مربوطة بمنظومة تدوير و منظومة رفع و منظومة ضخ لسائل الحفر داخل هذه المواسير التي تكون مهمته الرئيسية هي تبريد رأس الحفر الذي يكون على احتكاك مباشر مع الصخور ، و يقوم هذا السائل أيضاً بمهمه رفع الفتات من قاع البئر إلى سطح الأرض.

و يُمكن استخدام أدوات أخرى في مؤخرة لقمة الحفر لتغيير اتجاه الحفر تدريجياً ، و هناك حفر آبار تصل في العمق إلى 10 كيلومترات ( 6 أميال ) ، و بعضها يصل إلى أكثر من 10 كيلو مترات ( 6 أميال ) من الجوانب إلى أعماق باطن الأرض.

يتم تخطيط حفرة بئر النفط مع امتدادات أنبوب الفولاذ التي تجتمع معاً لتشكل أنبوباً مجوفاً فارغاً ممتداً ، و يتم ضخ نوع خاص من الاسمنت إلى قاع الأنبوب ، حيث يقوم الاسمنت
و تحت الضغط بدفع الأنبوب الفولاذي لملئ أية فجوات بين الأنبوب و الصخر ، ويتم عمل ثقوب خلال الأنبوب الفولاذي على العمق الذي يتوقع أن تحتوي فيه الصخور على نفط و غاز.

و تُدعى هذه العملية التجويف ، و يتم وضع الصمامات و أدوات المراقبة الإلكترونية في قعر البئر ، و يمكن إرسال المعلومات عن مقدار النفط و الغاز و الماء الذي يغمر البئر بشكل إلكتروني بواسطة قمر صناعي إلى خبراء في مكتب بعيد و باستخدام هذه المعلومات ، يمكن فتح الصمامات في آبار النفط و إغلاقها بالتحكم عن بعد ، و ذلك لزيادة إنتاج الغاز في كل بئر النفط .

اقرأ أيضاً: ما الأغلى ثمناً ؟ النفط الخام ؟ أم مشتقات النفط ؟


النفط مادة طبيعية تُستخرج من التكوينات الجيولوجية في جوف الأرض، و يُعرَّف النفط كيميائياً أنّه مزيج مُعقَّد من الهيدروكربونات و هو يختلف في مظهره و لونه و تركيبه بشكل كبير حسب مكان استخراجه و يُعد من الخامات الطبيعية، و عندما يُستخرج من تحت سطح الأرض يُسمى بالنفط الخام .

أما المشتقات النفطية هي منتجات مرحلة ما بعد التكرير و التي تتضمن عمليات التسخين و التقطير و فصل الغازات و برميل النفط غالباً ما يُنتِج مشتقات تفوق حجمه بحدود 10 لترات تقريباً حسب نوعية المصفاة و قدرتها على تعديل النسب باختلاف المواسم و أنماط الطلب و تُعد مشتقات النفط أغلي ثمناً من النفط الخام لما يُستخرج منها من مواد أولية و ثانوية تدخل في كثير من الصناعات المختلفة .

مشتقات النفط هي :

• الجازولين و يستخدم كوقود للسيارات بسبب الطاقة العالية التي ينتجها، و يستخدم كذلك كوقود للطائرات و المولدات الكهربائية و يضاف إليه بعض السوائل لجعله يحترق بشكل أنظف و مناسب للبيئة .

• الكيروسين ويستخدم في وقود المحركات النفاثة و ذلك لقابلية التطاير المنخفضة، و الكثافة و درجة اللزوجة

• زيوت التشحيم و تستخدم لتقليل الاحتكاك بين الأجسام المتصلة ببعضها البعض، و ذلك لتمنع الصدأ و التآكل.

• شمع البرافين و يستخرج من النفط كمنتج ثانوي غير مرغوب فيه لكنه يدخل في بعض الصناعات .

• الديزل يستخدم لتشغيل التوربينات الغازية، و محركات الاحتراق الداخلية، و كذلك كوقود في بعض أنواع السيارات، و تمتلك معظم الشركات الصناعية و المستشفيات و المرافق المؤسسية بمولدات ديزل لتوليد الكهرباء و إمدادها بالطاقة في وقت الأزمات و حالات الطوارئ.

• الأسفلت و يستخدم بشكل أساسي في رصف الطرق و عزل الصوت، و تبطين الخزانات و السدود، و يستخدم أيضا في الطلاء و وقف تسرُّب المياه، كما يدخل في صناعة بعض المنتجات الصناعية مثل البطاريات .

• البتروكيماويات و تنقسم إلى نوعين الأولفينات و المركبات العطرية و تستخدم لصناعة الأسمدة، و الأحذية، و المنظفات، و الشمع، و المنتجات البلاستيكية، و غيرها .

• غاز النفط المسال و هو مزيج من المركبات الهيدروكربونية ، و من أشكاله البروبان و البيوتان.

• البروبان هو غاز عديم اللون و يمكن تسييله تحت ضغط مرتفع و يوجد بشكله السائل في الإسطوانات، و يستخدم وحده أو مخلوطاً مع البيوتان السائل للاستخدامات المنزلية و الصناعية.

• البيوتان يضاف إلى الوقود لزيادة درجة تطايره .

• زيت الوقود و يستخدم لتدفئة المنازل و وقود لبعض أنواع السيارات و السفن، و محطات توليد الكهرباء .

المصدر: بترو نيوز – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى