شهد إنتاج وقود الطائرات في الصين تراجعًا حادًا، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، جزءًا من الثمن الذي تدفعه البلاد في حربها الشرسة ضد فيروس كورونا، الذي ولد عالميًا للمرة الأولى من رحم مدينة ووهان الصينية في مارس/آذار من عام 2020.
وهبط إنتاج وقود الطائرات في الصين إلى أدنى مستوى له في 10 سنوات، عند 1.75 مليون طن متري في أبريل/نيسان، إذ أضرت عمليات الإغلاق -لمواجهة كورونا- بالاستهلاك المحلي.
وتراجع الإنتاج في ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال أبريل/نيسان، بنسبة 55.6% على أساس سنوي، وبمقدار 33.4% عن مارس/آذار.
وقود الطائرات في الصين
يُعد هذا أدنى إنتاج شهري مسجل منذ يونيو/حزيران 2012، الذي بلغ إنتاج وقود الطائرات خلاله 1.65 مليون طن متري، بحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء.
وفرضت الصين قيودًا على الحركة بشكل كبير، جراء زيادة الإصابة بفيروس كوفيد -19، إذ أُغلق المركز المالي الرئيس في شنغهاي بالكامل منذ أبريل/نيسان.
وشهد شهر أبريل/نيسان خضوع أكثر من نصف مدن الصين الكبرى لإجراءات الإغلاق.
وتراجع إنتاج وقود الطائرات في الصين إلى 3.4% في أبريل/نيسان، مقابل 4.5% في مارس/آذار الماضي و6.8% في أبريل/نيسان 2022، وفقًا لموقع “إس آند بي غلوبال”.
وأجبرت عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر في العديد من المقاطعات، مصافي التكرير الصينية على خفض إنتاج البنزين إلى 21.3% في أبريل/نيسان، مقابل 23.4% في مارس/آذار.
وتسببت الموجة الجديدة من الإصابات بفيروس كورونا في تباطؤ النشاط الاقتصادي لأكبر مستورد للنفط الخام في العالم
وانخفض إنتاج البنزين بنسبة 19.4% على أساس شهري إلى 11.06 مليون طن متري في أبريل/نيسان، وهو أدنى مستوى من يونيو/حزيران 2020، الذي سجل فيه الإنتاج 10.69 مليون طن متري.
وأنتجت الصين 39.62 مليون طن متري من غاز النفط المسال، والنافثا، والبنزين، ووقود الطائرات (الكيروسين والغاز وزيت الوقود) في أبريل/نيسان، بانخفاض قدره 12.8% عن مارس/آذار، ولكن بزيادة سنوية طفيفة قدرها 0.5% على أساس سنوي.
إنتاج النفط في الصين
انخفض إنتاج النفط الخام في الصين بنسبة 10.5% على أساس سنوي، إلى أدنى مستوياته خلال عامين عند 51.81 مليون طن متري في أبريل/نيسان، وبانخفاض قدره 11.6% عن مستوياته في مارس/آذار.
كما تدنى الطلب على المنتجات البتروكيماوية، الأمر الذي دفع مجمعات التكرير والبتروكيماويات الحكومية والخاصة في الصين، إلى خفض إنتاجها.
وتراجعت عمليات التكرير الشهر الماضي بنسبة 11%، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2021، وفق بيانات جهاز الإحصاء الوطني.
وهبط تكرير النفط في الصين بنسبة 8.6%، على أساس شهري، مسجلًا 13.85 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان، وكان متوسط عمليات التكرير في شهري يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط يدور حول 14.04 مليون برميل يوميًا.
وهبط الإنتاج الصناعي في الصين بنسبة 2.9% على أساس سنوي خلال أبريل/نيسان.
وكان آخر انخفاض للإنتاج الصناعي الصيني في مارس/آذار 2020 بنسبة 1.1%، بعد تراجع سنوي قدره 13.5% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى فبراير/شباط 2020.
اقرأ أيضًا: إنتاج مصافي النفط في الصين يتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر
تراجع إنتاج مصافي النفط في الصين بنسبة 2% في مارس/آذار الماضي مقارنة بالعام السابق، مع انخفاض الإنتاجية إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول.
جاء تراجع إنتاج مصافي النفط في الصين، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط الخام، الذي أدى إلى تقلص هوامش الربح، مع إغلاق عدد من المدن الرئيسة في الصين لمواجهة تزايد إصابات فيروس كورونا؛ ما أضر باستهلاك الوقود.
إنتاج المصافي الصينية
أظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، اليوم الإثنين، أن حجم تكرير مصافي النفط في الصين، الشهر الماضي، بلغ 58.59 مليون طن بما يعادل 13.8 مليون برميل يوميًا.
ويقارن ذلك بـ14.08 مليون برميل يوميًا في مارس/آذار 2021 و13.98 مليون برميل يوميًا في المدة من يناير/كانون الثاني إلى فبراير/شباط من هذا العام.
وقفزت معايير أسعار النفط الخام العالمية إلى ما يقرب من 140 دولارًا للبرميل في أوائل مارس/آذار بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهرت البيانات أن إنتاجية مصافي النفط في الصين، خلال الربع الأول، تراجعت 1.5% على أساس سنوي إلى 171.44 مليون طن، أو 13.91 مليون برميل يوميًا.
(1 طن = 7.3 برميلًا لتحويل النفط الخام)
أرباح هوامش التكرير
قدر المحللون أن هوامش أرباح التكرير في مصافي النفط في الصين تراجعت إلى ما يقرب من الصفر في مارس/آذار من نحو 2000 يوان (314 دولارًا) للطن في فبراير/شباط.
وأظهرت بيانات تتبعها شركة سابلايم للاستشارات ومقرها شاندونغ، أن المصافي المستقلة في الصين تعمل بنسبة 52.15% من طاقتها في نهاية مارس/آذار، مقارنة بـ60.93% في وقت مبكر من الشهر.
كما تراجعت معدلات التشغيل في المصافي المدعومة من الدولة في مارس/آذار؛ حيث أُلغِي ما يصل إلى نحو 460 ألف برميل يوميًا للصيانة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
جاء انخفاض إنتاج النفط أيضًا في الوقت الذي طبقت فيه المدن في جميع أنحاء الصين، بما في ذلك العاصمة الاقتصادية للبلاد شنغهاي، قيودًا صارمة على التنقل؛ لاحتواء موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا.
ومن المقرر أن تخفض مصافي النفط في الصين إنتاجيتها بشكل أكبر في أبريل/نيسان بخفض يعادل 6% من متوسط الإنتاج في عام 2021؛ حيث أدت إجراءات السلطات الخالية من كورونا إلى خفض استخدام الوقود بشكل أعمق.
إنتاج النفط والغاز
في غضون ذلك، أظهرت بيانات مصلحة الدولة للإحصاء زيادة قوية بنسبة 3.9% على أساس سنوي في إنتاج النفط الخام إلى 17.71 مليون طن، الشهر الماضي، وهو الأقوى منذ عام 2016؛ إذ اتبعت شركات النفط الوطنية العملاقة أوامر بكين لتعزيز أمن الإمدادات المحلية.
وارتفع الإنتاج في الربع الأول بنسبة 4.4% عن العام السابق، بينما نما إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 6.3% في مارس/آذار مقارنة بالعام الذي سبقه إلى مستوى قياسي بلغ 19.7 مليار متر مكعب، وارتفع الإنتاج للعام الجاري حتى الآن بنسبة 6.6%.
اقرأ أيضًا: الصين ترفض التخلي عن النفط والغاز في خطة تحول الطاقة
ترفض الصين التخلي عن النفط والغاز ضمن خططها لتحول الطاقة، في إطار مساعيها لخفض الانبعاثات والوفاء بالتعهدات المناخية.
وتهدف بكين إلى زيادة الطاقة المتجددة والحفاظ على إنتاج النفط وتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وتحقيق أهدافها المتعلقة بتغير المناخ.
وقالت الصين (أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم) إن انبعاثاتها الكربونية ستبلغ ذروتها بحلول عام 2030، في وقت تسعى فيه لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
تعديل هيكل الطاقة
قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في بيان اليوم الثلاثاء: “سنسرّع تعديل هيكل الطاقة، وسنعزّز أمن إمدادات الطاقة والتحول منخفض الكربون في الوقت نفسه”.
وستحافظ الصين على إنتاجها السنوي من النفط الخام عند 200 مليون طن، أي ما يعادل 4 ملايين برميل يوميًا، وسترفع إنتاج الغاز الطبيعي السنوي إلى أكثر من 230 مليار متر مكعب بحلول عام 2025 من 205 مليارات متر مكعب في عام 2021.
وأشارت اللجنة الوطنية إلى أن بكين “ستتوسع في نشاط” التنقيب عن الموارد مثل النفط الصخري والغاز الصخري، وستسعى إلى إنشاء قواعد إنتاج الميثان بطبقة الفحم في مناطق منغوليا الداخلية وشينجيانغ وشانشي.
وتخطط الصين -أيضًا- لتحقيق سعة تخزين غاز تتراوح بين 55 و60 مليار متر مكعب، أو 13% من إجمالي الاستهلاك السنوي بحلول عام 2025، واستكمال التوسيع الجنوبي لخط أنابيب الغاز الصيني الروسي الحالي.
تطوير الإيثانول
قالت اللجنة إن بكين ستشجّع تطوير الإيثانول والديزل الحيوي ووقود الطائرات النفاثة، بشرط ألا يؤثر ذلك في الأمن الغذائي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وعلّقت بكين خطة وطنية لمزج البنزين للحصول على 10% من الإيثانول، بدءًا من عام 2020، بعد انخفاض حاد في مخزونات الذرة في البلاد ومحدودية الطاقة الإنتاجية للوقود الحيوي.
وتهدف الصين إلى جعل الوقود غير الأحفوري يمثّل نحو خمس إجمالي استهلاك الطاقة بحلول عام 2025، ارتفاعًا من 16% في عام 2020، والتحكم في استخدام الفحم في الصناعات الثقيلة بما في ذلك الصلب والكيماويات والأسمنت.
محطات الفحم
تعتزم الصين التخلّص التدريجي من نحو 30 غيغاواط من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم خلال 2021-2025، في حين تهدف إلى زيادة قدرة الطاقة الكهرومائية إلى 380 غيغاواط وقدرة الطاقة النووية إلى 70 غيغاواط بحلول عام 2025.
وتخطط بكين لتركيب ما لا يقل عن 62 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية التي تُضخ، وهو نظام يتضمن ضخ المياه إلى خزان أعلى خلال الذروة لتوليد الكهرباء وقتها.
كما تهدف إلى تحويل أكثر من 200 غيغاواط من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم إلى المرافق التي تستخدم لتحقيق الاستقرار في تشغيل الشبكة مع زيادة استخدام الطاقة المتجددة بشكل متقطع.
وتريد الصين -أيضًا- نشر مجموعة من مشروعات طاقة الهيدروجين، التي تستهدف التقنيات لتحسين تخزينه.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية
