كوكب متطرف.. علماء فلك يكتشفون كوكبا تمر عليه السنة في 16 ساعة فقط
تمكّن فريق دولي مشترك بقيادة باحثين من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية من اكتشاف كوكب يعد إلى الآن الأسرع على الإطلاق بين أقرانه في الدوران حول نجمه الرئيسي، الأمر الذي قد يساهم في تطوير فهمنا لطبيعة مدارات الكواكب.
للتوصل إلى تلك النتائج، استخدم هذا الفريق البحثي القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية والمسمى “تيس” (TESS) التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية “ناسا” (NASA)، تستهدف مهمّاته منذ انطلق في أبريل/نيسان 2018 البحث عن كواكب خارج المجموعة الشمسية.
تيس مجهز بأربعة مناظير واسعة المجال، إلى جانب مجموعة أخرى من الكاشفات الدقيقة التي تعطيه القدرة على مسح منطقة من السماء أكبر 400 مرة من سابقه “كيبلر” (Kepler). ترسل البيانات من تيس إلى الأرض كل أسبوعين، وتم اكتشاف الكوكب الجديد في مايو/أيار 2020.
كوكب متطرف
وبحسب الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية “ذا أسترونوميكال جورنال” (The Astronomical Journal) يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فإن الكوكب الجديد يدعى “تي أو آي- 2109بي” (TOI-2109b)، ويقع على مسافة حوالي 855 سنة ضوئية من الأرض.
الكوكب الجديد كذلك عملاق من فئة شبيهات المشتري الساخنة (hot Jupiters)، وهي حوالي 400 كوكب إلى الآن، تشبه المشتري في ضخامتها، أو ربما هي أكبر، وهي على عكس المشتري خاصتنا ذات درجات حرارة مرتفعة، هذا الكوكب أكبر بخمس مرات من المشتري.
وبحسب الدراسة، كانت أكثر النتائج لفتًا للانتباه أنه من بين كل تلك الكواكب الشبيهة بالمشتري، كان “تي أو آي-2109بي” يدور حول نجمه في 16 ساعة فقط بسرعة هائلة.
ووجد الباحثون كذلك أن هذا الكوكب يقع على مسافة من نجمه تقدر بنحو 2.25 مليون كيلومتر فقط. عطارد على سبيل المثال هو أقرب الكواكب للشمس الخاصة بنا، ويبتعد عنها حوالي 46 مليون كيلومتر في أقرب نقطة.
لهذا السب فإن درجة الحرارة بالنهار على الكوكب المكتشف حديثًا هي حوالي 3500 سيليزية، أي أنه في حرارة نجم صغير، ليست المسافة بين الكوكب والنجم فقط هي السبب في هذه الحرارة، بل أيضًا لأن هذا النجم أكبر من شمسنا بمقدار مرة ونصف المرة.
بحث علمي جديد
ويعتقد الباحثون من هذا الفريق أن “تي أو آي-2109بي”، بسبب هذا التطرف المداري الشديد، يقترب يومًا بعد يوم من نجمه، وربما يصطدم به في يوم ما بعد حوالي 10 ملايين من السنوات.
ويأمل الباحثون أن تحسّن دراسة أنظمة كوكبية متطرفة بهذا الشكل من فهمنا لطبيعة كواكب المجموعة الشمسية، الأمر الذي يساعدنا في فهم ماضيها، وبالتالي التنبؤ بمستقبلها.
على سبيل المثال، قبل اكتشاف الكواكب الشبيهة بالمشتري ظن العلماء أنها توجد بعيدًا عن النجوم كما في حالة المشتري الخاص بمجرتنا، لكن مع الوقت تأكد أن تلك الكواكب توجد على مسافة قريبة من نجومها، ومن هنا برز التساؤل عن السر في اختلاف حالة المشتري عن أمثاله، ونتجت عن ذلك نظريات جديدة مختلفة كليًا تبحث في نشأة المجموعة الشمسية.
المصدر : الجزيرة