اكتشاف كوكب جديد تبلغ كتلته نصف كتلة الأرض وحرارته 1500 درجة ويومه 8 ساعات فقط
اكتشف علماء الفلك كوكبا خارجيا فائق الخفة على بعد نحو 31 سنة ضوئية يدور حول نجمه في ثماني ساعات فقط.
وقال العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إن الكوكب GJ 367 b، يمتلك 55% من كتلة الأرض، ما يجعله أحد أخف الكواكب التي وقع اكتشافها حتى الآن.
ويبلغ قطر GJ 367 b نحو 5560 ميلا، وهو أكبر قليلا من المريخ (4200 ميل) ولكنه يحتوي على تركيبة عطارد.
ويشير الفريق إلى أنه يُرجح أن يكون الكوكب الخارجي صخريا ولكن دون أشكال حياة لأنه يتعرض لكمية “هائلة” من الإشعاع، نظرا للمسافة الصغيرة من نجمه، المقدرة بنحو كيلومتر واحد. وللمقارنة، يقع عطارد على بعد 36 مليون ميل من شمسنا.
وأوضح العلماء أن GJ 367 b هو الكوكب الوحيد المعروف الذي يدور حول نجمه الأم، قائلين إن هناك المزيد ليتم اكتشافه في هذا النظام.
ويعد GJ 367 b كوكبا ذا فترة دوران قصيرة للغاية (USP)، وهو نوع من الكواكب الخارجية ذات فترة مدارية أقل من يوم واحد.
والمثير للاهتمام أن GJ 367 b قريب بما يكفي بحيث يمكن للعلماء تحديد خصائص الكوكب التي لم تكن ممكنة باستخدام الكواكب ذات فترات الدوران القصيرة للغاية المكتشفة سابقا.
وعلى سبيل المثال، قدّر فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن GJ 376 b كوكب صخري ومن المحتمل أنه يحتوي على نواة صلبة من الحديد والنيكل، على غرار الجزء الداخلي من عطارد.
ونظرا لقربه الشديد من نجمه، يعتقد علماء الفلك أن GJ 376 b يتعرض لإشعاع يزيد بمقدار 500 مرة عمّا تتلقاه الأرض من الشمس.
ونتيجة لذلك، يصل جانب أيام الكوكب إلى نحو 2700 درجة فهرنهايت (1500 درجة مئوية). وفي مثل درجات الحرارة هذه، يذوب الحديد والصخور ويتبخر أي غلاف جوي كبير لفترة طويلة، وأي علامات للحياة كما نعرفها.
وكشف العلماء أن النجم الأم لـ GJ 367 b، ويُسمى GJ 376، والذي يُقدر بنحو نصف حجم شمسنا، هو قزم أحمر، أو قزم M، وهو نوع من النجوم يستضيف عادة كواكب متعددة.
ويعتقد الباحثون أن اكتشاف GJ 367 b حول مثل هذا النجم يشير إلى إمكانية وجود المزيد من الكواكب في هذا النظام، بما في ذلك واحد أو أكثر ضمن ما يعرف باسم “المنطقة الصالحة للسكن”.
والمنطقة الصالحة للسكن هي نطاق المدارات حول نجم حيث يمكن أن يدعم الكوكب الماء السائل.
ويقول جورج ريكر، كبير الباحثين في معهد كافلي للفيزياء الفلكية وأبحاث الفضاء التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “بالنسبة لهذه الفئة من النجوم، ستكون المنطقة الصالحة للسكن في مكان ما بين مدار من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع”.
واكتشف العلماء الكوكب الجديد بواسطة القمر الصناعي Transiting Exoplanet Survey Satellite التابع لناسا، والمعروف اختصارا باسم TESS، والذي يراقب السماء بحثا عن التغيرات في سطوع أقرب النجوم.
ويبحث العلماء في بيانات TESS عن عمليات العبور، الانخفاضات الدورية في ضوء النجوم والتي تشير إلى أن كوكبا يعبر ويحجب ضوء النجم لفترة وجيزة.
ولمدة شهر تقريبا في عام 2019 ، سجل TESS رقعة من السماء الجنوبية تضمنت النجم GJ 376.
وقام العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأماكن أخرى بتحليل البيانات، واكتشفوا جسما عابرا بمدار قصير للغاية مدته ثماني ساعات، وهو GJ 367 b.
وبعد إجراء عدة اختبارات والتأكد من أن مصدر الإشارات كان كوكبا، قاموا بعد ذلك بمراقبة نجم الكوكب عن كثب، باستخدام أداة البحث عن السرعة الشعاعية عالية الدقة (HARPS)، وهي أداة مثبتة على تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.
ومن خلال هذه القياسات، حددوا تقديرات لكتلته وكذلك حجمه، حيث يبلغ نصف قطره نحو 72% من نصف قطر الأرض.
وعمل العلماء بعد ذلك على تقليل الاحتمالات المختلفة للتكوين الداخلي للكوكب ووجدوا أن السيناريو الأكثر ملاءمة للبيانات أظهر أن النواة الحديدية تشكل على الأرجح 86% من باطن الكوكب، على غرار تركيبة عطارد.
المصدر: ديلي ميل