“الغاز” ثروة سلطنة عمان المتضخمة مع مرور الزمن.. كيف ولماذا حققت طفرة كبيرة بالإنتاج والصادرات؟
حققت صادرات وإنتاج الغاز في سلطنة عمان قفزة كبيرة خلال 2021، مدفوعة بزيادة الطلب على الوقود، مع تعافي الاقتصادات العالمية من آثار فيروس كورونا الذي ضرب العالم خلال 2020.
وتعمل سلطنة عمان جاهدة على رفع معدلات صادرات الغاز المسال، من خلال خطط نمو قصيرة وطويلة الأجل، وفي إطار اهتمام بتصدير الوقود النظيف، والذي تعوّل عليه العديد من الدول في رحلة تحوّل الطاقة.
وأظهر تقرير رسمي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ارتفاع إنتاج الغاز في سلطنة عمان إلى 132 مليون متر مكعب يوميًا، وبإجمالي إنتاج 48 مليارًا و238 مليون متر مكعب خلال عام 2021.
احتياطيات الغاز في سلطنة عمان
أشار التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمعادن العمانية -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- إلى أن شركة تنمية نفط عمان والتي تعدّ من الشركات المشغّلة لمناطق الامتياز النفطية، قامت خلال 2021 بحفر واختبار وتقييم 14 بئراً استكشافية وتقييميّة للغاز.
شملت عمليات التقييم بعض الآبار التي حُفِرَت مسبقًا، وخضعت للاختبار والتقييم في العام الماضي، وهو ما أسفر عن مؤشرات إيجابية في عدد منها، والذي أضاف احتياطيات جديدة للغاز.
وأوضح التقرير أن إجمالي احتياطي الغاز في سلطنة عمان بنهاية عام 2021، بلغ نحو 23 تريليون قدم مكعبة.
شكّل الاحتياطي المتوقع لشركة تنمية نفط عمان نحو 55% من إجمالي احتياطي الغاز في سلطنة عمان، تليها شركة النفط البريطانية بي بي في حقلي خزان وغزير بنسبة 39% من الإجمالي، وشكّلت باقي الشركات ما نسبته 6% من إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي.
إنتاج الغاز الطبيعي في سلطنة عمان
بلغ متوسط إنتاج الغاز في عُمان خلال 2021 نحو 132 مليون متر مكعب يوميًا، ضُخَّت من نحو 74 حقل غاز.
شكّل إنتاج الغاز المصاحب نحو 18.9 %، بمعدل 25 مليون متر مكعب يوميًا، في حين شكّل إنتاج الغاز غير المصاحب نسبة 81.1% من اجمالي الانتاج بمعدل 107 ملايين متر مكعب يوميًا.
يأتي ذلك مقارنةً مع متوسط إنتاج بلغ نحو 122 مليون متر مكعب يوميًا خلال 2020، وبلغت نسبة الغاز غير المصاحب نحو 79.5 %، العام الماضي، بما يعادل 101 مليون متر مكعب يوميًا، في حين بلغ إنتاج الغاز المصاحب نحو 21 مليونًا.
بالإضافة إلى هذا الإنتاج، استورِدَ خلال عام 2021 استيراد الغاز الطبيعي من شركة دولفين للطاقة بمعدل 5 ملايين متر مكعب يوميًا.
استهلاك الغاز في سلطنة عمان
بلغ إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي في سلطنة عمان خلال 2021 نحو 50.191 مليار متر مكعب، ارتفاعًا من 46.53 مليار متر مكعب استُهلِكَت خلال 2020.
وجاءت مشروعات شركتي العمانية للغاز الطبيعي المسال، وقلهات للغاز الطبيعي المسال، في المرتبة الأولى من حيث استهلاكها للغاز الطبيعي خلال العام بنحو 15.822 مليار متر مكعب، بنسبة 31.5 % من إجمالي استهلاك الغاز لعام 2021، وتليها استهلاك المشروعات الصناعية المحلية بنسبة 26.8 % من الإجمالي.
وبلغ استهلاك عمليات الحقول واستخدامات أخرى نسبة 25.6 %، تليها محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه بنسبة 15.7 % من إجمالي الاستهلاك، في حين شكّل استهلاك المناطق الصناعية نحو 0.4 % من اجمالي استهلاك الغاز الطبيعي.
صادرات الغاز المسال في سلطنة عمان
بلغت صادرات سلطنة عمان من الغاز المسال خلال 2021 نحو 10.6 مليون طن متري، شُحِنَت عبر 163 شحنة، كما بلغت صادرات سوائل الغاز الطبيعي (المكثفات) 0.189 مليون طن متري، شُحِنَت في 29 شحنة.
وشهدت صادرات الغاز في عُمان زيادة عن عام 2020، والتي سجلت نحو 10.2 مليون طن متري، في حين بلغت صادرات المكثفات 0.216 مليون طن متري.
وشكّلت صادرات الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال نسبة 73% من إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال 2021.
وشكّلت صادرات شركة قلهات للغاز الطبيعي المسال نحو 27% من إجمالي صادرات سلطنة عمان من الغاز الطبيعي المسال بنهاية عام 2021.
إنتاج غاز النفط المسال
بلغ إجمالي إنتاج السلطنة من غاز النفط المسال خلال 2021 نحو 617 ألف طن متري، وفق التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمعادن العمانية، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وشكّلت الكمية المنتجة من شركة المصافي والصناعات النفطية التابعة لشركة أوكيو (مصفاة ميناء الفحل ومصفاة صحار) نحو 531.9 ألف طن متري، ما نسبته 86% من إجمالي الإنتاج، تليها باقي الشركات بنسبة 14%.
اقرأ أيضًا: أوابك: صادرات الغاز المسال العربية ترتفع من سلطنة عمان والإمارات.. والجزائر تتراجع
أظهر تقرير رسمي عن صادرات الغاز المسال العربية انتعاشَ الصادرات من الإمارات وسلطنة عمان في الربع الأول من العام الجاري (يناير/كانون الثاني – مارس/آذار 2022)، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
يأتي ذلك مقابل انخفاض صادرات الغاز المسال من الجزائر وقطر، في حين حافظت مصر على المستوى الذي سجلته في الربع الأول من 2021، وذلك بحسب التقرير الذي أصدرته منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك”، اليوم الخميس 26 مايو/أيار، بعنوان “تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2022″، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي.
وتراجعت صادرات الغاز المسال العربية بنسبة 4.5% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2022، إذ بلغت نحو 27.7 مليون طن، مقابل 29 مليون طن في الربع المماثل من عام 2021، لكنها تظل ضمن النطاق المعتاد لصادرات الدول العربية، التي احتفظت بحصّة سوقية عالمية بلغت نحو 27.9%.
صادرات الغاز المسال الإماراتية
أوضح التقرير، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن صادرات الغاز المسال من دولة الإمارات قفزت بنسبة 7.1% على أساس سنوي، إذ بلغت نحو 1.5 مليون طن خلال الربع الأول من عام 2022، مقابل 1.4 مليون طن في الربع المماثل من 2021.
جاءت تلك القفزة بدعم من عمل محطة الغاز الطبيعي المسال في جزيرة “داس” بكامل طاقتها التصميمية تقريبًا، والتي تبلغ نحو 5.8 مليون طن سنويًا.
وقد توجهت الشحنات كافة من محطة أدجاز التابعة لشركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة (ضمن مجموعة أدنوك) إلى الأسواق الآسيوية، وفي مقدّمتها الهند واليابان، التي استحوذت مجتمعة على 70% من إجمالي الشحنات.
كما صدّرت “محطة أجاز” خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار شحنتين من الغاز الطبيعي المسال إلى “ميناء الزور” بدولة الكويت، الذي بدأ تشغيله التجريبي منتصف عام 2021.
صادرات الغاز المسال من سلطنة عمان
نجحت سلطنة عمان في قيادة صادرات الغاز المسال العربية خلال الربع الأول من عام 2022، مسجلةً نحو 2.9 مليون طن، مقارنة بنحو 2.6 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، بنسبة نمو مرتفعة على أساس سنوي 11.5%.
وهذه النسبة هي الأعلى على مستوى الدول العربية، إذ تعمل وحدات إسالة الغاز في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في “قلهات” بكامل طاقتها الإنتاجية، والتي تُقدَّر بنحو 10.4 مليون طن سنويًا.
وتعمل سلطنة عمان على استمرار ارتفاع معدلات صادرات الغاز المسال، من خلال خطط نمو قصيرة وطويلة الأجل، وفي إطار اهتمام الدولة بالتوجه إلى تصدير الوقود النظيف.
صادرات الغاز المسال المصرية
أظهرت بيانات منظمة أوابك عن صادرات الغاز المسال العربية -التي رصدها خبير الغاز لدى المنظمة، المهندس وائل حامد عبدالمعطي- أن صادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية خلال الربع الأول من 2022 بلغت نحو 1.9 مليون طن.
وبذلك حافظت مصر على مستويات الصادرات المحققة خلال المدة نفسها من العام السابق، بفضل مستويات الإنتاج المحلي المرتفعة، بعد تطوير حقول الغاز في منطقة شرق المتوسط، ومعاودة تشغيل محطة الإسالة في دمياط مطلع العام الماضي 2021، والتي باتت تؤدي دورًا مهمًا في تصدير عدّة شحنات من الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية.
ومن المتوقع، إن استمرت الصادرات على هذا النحو، أن تحقق مصر في عام 2022 رقمًا قياسيًا جديدًا في حجم صادرات الغاز الطبيعي المسال قد يصل إلى 7-8 ملايين طن.
وقد توجهت غالبية الشحنات المصدّرة من محطة “دمياط”، والتي بلغت 13 شحنة، إلى الأسواق الأوروبية، وفي مقدّمتها تركيا وإسبانيا.
بينما توزعت الشحنات المصدّرة من محطة “إدكو” على عدّة أسواق آسيوية، في مقدّمتها الصين، وكوريا الجنوبية، وأخرى أوروبية، في مقدّمتها تركيا، وإسبانيا.
صادرات الغاز المسال الجزائرية
أشار تقرير أوابك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى انخفاض صادرات الجزائر من الغاز المسال بنسبة 25% على أساس سنوي في الربع الأول من 2022.
وبلغت صادرات الدولة من الغاز المسال خلال الربع الأول من عام 2022 نحو 2.4 مليون طن مقابل 3.2 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، لكنها تظل ضمن النطاق المعتاد لصادرات الجزائر الربع سنوية التي تتراوح بين 2.5-3 مليون طن.
وتوجهت كل الشحنات من الجزائر إلى الأسواق الأوروبية في وقت تسعى فيه أوروبا إلى تنويع مصادر إمداداتها، وتأتي الجزائر على قائمة الدول ذات الموثوقية العالية في توفير إمدادات الغاز إلى عملائها، حسبما ذكر خبير الغاز لدى أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي.
صادرات الغاز المسال القطرية
تراجعت صادرات قطر من الغاز المسال بنسبة 4.5% على أساس سنوي في الربع الأول من العام الجاري، بحسب تقرير أوابك الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبلغ إجمالي الصادرات خلال الربع الأول من 2022 نحو 19 مليون طن، مقارنة بنحو 19.9 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021، ويعود هذا التراجع الطفيف نتيجة تنفيذ أعمال صيانة مجدولة في بعض وحدات الإسالة في شركة “قطر غاز”، والتي أخطرت عملاءها مسبقًا، حسب بيان أصدرته الشركة منتصف شهر فبراير/شباط عام 2022.
وتوقّع خبير الغاز والهيدروجين في منظمة أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن تعاود الصادرات من قطر النمو خلال الشهور المقبلة.
الأسواق المستقبلة لصادرات الغاز المسال العربية
خلال الربع الأول من عام 2022، تصدّرت الصين قائمة الأسواق الآسيوية بحصة 17% من إجمالي صادرات الدول العربية، تلتها كوريا الجنوبية بحصة 15%، والهند 13%، واليابان 8%.
وشكّلت الأسواق الأسيوية مجتمعة نحو 72% من إجمالي صادرات الدول العربية، أمّا الأسواق الأوروبية، فقد استحوذت مجتمعة على حصة 26%، وكانت تركيا الوجهة الرئيسة بحصّة 6% من إجمالي صادرات الدول العربية.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية