تقارير

تكلف المليارات.. لماذا تبني قطر سبعة ناقلات عملاقة لنقل الغاز؟.. فما السر؟

تواصل الشركات العالمية استعداداتها للمشاركة في أكبر مشروع غاز طبيعي مسال في العالم، وهو مشروع توسعة حقل الشمال، التابع لشركة قطر للطاقة، لا سيما في مجال بناء الناقلات لصالح الشركات التي تعمل في المشروع رسميًا.

وبينما يرجح أنها أعمال لشركتين متعاقدتين مع شركة “قطر للطاقة”، أعلنت شركة كوريا لبناء السفن والهندسة البحرية، اليوم الأربعاء 10 أغسطس/آب، أنها فازت بعقد بقيمة 1.96 تريليون وون (1.5 مليار دولار أميركي) لبناء 7 ناقلات، لصالح شركة شحن آسيوية، وفق ما نشرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

وقالت شركة كوريا لبناء السفن، إن شركة هيونداي للصناعات الثقيلة التابعة لها ستبني 7 ناقلات غاز طبيعي مسال، إذ تصل حمولة الناقلة الواحدة نحو 174 ألف متر مكعب، وستجري عمليات الإنشاء في حوض بناء السفن التابع لها في ميناء أولسان، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أعمال البناء والتسليم


من المقرر تسليم ناقلات الغاز الطبيعي المسال لشركة الشحن غير المعلنة على عدّة مراحل، بحلول النصف الثاني من عام 2026، وفق ما أعلنت شركة كوريا لبناء السفن، وهي شركة فرعية من مجموعة شركات “إتش دي هيونداي” لبناء السفن وتكرير النفط والآلات.

وبينما لم تذكر الشركة الكورية الجنوبية مصدر طلبات بناء الناقلات، رجّحت مصادر أنها قد تكون مرتبطة بصفقة وقّعتها “كوريا” لبناء السفن، وشركتان كوريتان -أيضًا- هما سامسونغ للصناعات الثقيلة و”دايو” لبناء السفن والهندسة البحرية، مع شركة قطر للطاقة، عام 2020، لبناء ما يزيد عن 100 ناقلة غاز طبيعي مسال، حتى عام 2027.

وبحسب وكالة يونهاب، فإن العقد يتماشى مع خطط دول قطر لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز المسال، إلى نحو 126 مليون طن بحلول عام 2027، من 77 مليون طن تنتجها في الوقت الحالي.

يشار إلى أن شركة كوريا لبناء السفن والهندسة البحرية كانت قد حصلت، منذ مطلع العام الجاري 2022، على طلبات لبناء نحو 41 ناقلة غاز طبيعي مسال، إذ إنها تعدّ أكبر أحواض بناء السفن عالميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أكبر مشروع غاز طبيعي مسال في العالم

تعمل دولة قطر على مشاركة الشركات العالمية في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي، وهو أكبر مشروع غاز طبيعي مسال في العالم، بتكلفة تقرب من 30 مليار دولار، بهدف تعزيز مكانتها عالميًا، لتصبح أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم.

وقدّمت شركات الطاقة العالمية عطاءات لتنفيذ 4 قطارات “مرافق تسييل وتنقية”، من 6 قطارات تشملها خطة التوسع، لرفع قدرة قطر على إسالة الغاز، ليصل إنتاجها إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2027، ارتفاعًا من 77 مليون طن تنتجها حاليًا.

ويعدّ حقل الشمال جزءًا من أكبر حقل غاز في العالم، تتشارك فيه كل من قطر وإيران، إذ يسمى الحقل من الجانب الإيراني “حقل بارس الجنوبي”، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اقرأ أيضًا: قطر تطرح مناقصة للمرافق البحرية في مشروع توسعة حقل الشمال


في إطار سعي قطر لرفع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي إلى 126 مليون طن سنويًا، تستكمل شركة قطر للبترول خططها في مشروع توسعة إنتاج الغاز المسال من حقل الشمال.

وفي هذا السياق، تستعد شركة قطر غاز التي تباشر تنفيذ مشروع توسعة حقل الشمال بالنيابة عن قطر للبترول، لطرح مناقصة للمرافق البحرية لإنشاء بنية تحتية رئيسة للمرحلة الثانية في مشروع توسعة حقل الشمال.

وتهدف المناقصة لزيادة الطاقة الإنتاجية من الغاز في القطاع الجنوبي لحقل الشمال، حسبما نشرته صحيفة “الوطن” القطرية، اليوم الأحد.

مشروع القطاع الجنوبي

يُتوقع بدء الإنتاج من مشروع القطاع الجنوبي (المرحلة الثانية) في عام 2027، إذ سيتضمن المشروع بناء خطَّي إنتاج عملاقين إضافيين (بسعة 8 ملايين طن سنويًا لكل منهما).

ويعدّ حقل الشمال القطري أكبر حقل للغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم، إذ يحتوي على أكثر من 900 تريليون قدم مكعبة من الغاز، ما يمثل نحو 10% من الاحتياطي المعروف في العالم.

ومن شأن مشروع توسعة الحقل تعزيز الانتعاش الاقتصادي لقطر، إذ يهدف المشروع -الذي تبلغ تكلفته 29 مليار دولار أميركي- إلى تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 40%، خلال السنوات القليلة المقبلة.

من المتوقع أن ينتج المشروع -إلى جانب الغاز الطبيعي المسال- نحو 4 آلاف و500 طن يوميًا من الإيثان، و254 ألف برميل يوميًا من المكثفات، و 11 ألف طن يوميًا من غاز النفط المسال، و1825 طن يوميًا من الكبريت.

​ويقع حقل الشمال قبالة الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر، ويغطي مساحة تتجاوز 6 آلاف كيلومتر مربع.

وقد بدأ مشروع القطاع الجنوبي لحقل الشمال في أعقاب أنشطة التقييم البرية الناجحة لشركة قطر للبترول في حقل الشمال، ويستهدف تطوير وإنتاج الغاز من القطاع الجنوبي من حقل الشمال إلى أن يصل إلى طاقة إنتاجية تتجاوز 126 مليون طن في العام.

المرحلة الأولى

في الوقت ذاته، تمضي أعمال المرحلة الأولى لمشروع توسعة حقل الشمال قدمًا، وتتضمن هذه المرحلة زيادة الطاقة الإنتاجية من الغاز في القطاع الشرقي بهدف رفع طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويًا إلى 110 ملايين طن سنويًا.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل نهاية عام 2025، وأن يصل إجمالي الإنتاج إلى نحو 1.4 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا.

ويحتوي مشروع توسعة حقل الشمال -وهو أكبر مشروع للغاز قيد الإنشاء في العالم- على منظومة لاسترجاع الغاز المتبخر خلال الشحن، وهو ما سيقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بما يقارب مليون طن مكافئ سنويًا من غاز ثاني أكسيد الكربون.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى