8 علامات تثبت أنَّ من أمامك يمارس فن التلاعب النفسي عليك | فانتبه!
إنَّ التلاعب النفسي أو ما يعرف بـ Psychological manipulation هو نوع من التأثير الذي قد يمارسه شخص أو جماعة على طرف آخر من أجل تمرير معلومات أو آراء بطريقة احتيالٍ ومكر، حيثُ يعمد هؤلاء لاستخدام بعض الطُرُق المختلفة، والتي قد تُعتبر بسيطةً في بعض الأحيان من أجل أقناع الأشخاص بأفكارهم ومبادئهم أو لأسباب أُخرى.
هناك الكثيرُ ممن حولنا – أو ربما نحن – يمارسون بشكلٍ أو بآخر أحد أساليب التلاعب النفسي خلال حديثهم أو تواصلهم معنا، سواءً بطريقة تلقائية أو عمدًا. نحن – من خلال هذا الموضوع – سنقدّم أحد أهم العلامات المتفق عليها في علم النفس، والتي تثبت أنَّ من أمامك يمارس هذا النوع من الأساليب.
1- التلاعب بالأحداث
يجب أن تعلم أنَّ الشخص الذي يمارس التلاعب النفسي في الكلام هو في الحقيقة متخصص في تزييف الحقائق، حيثُ أنَّه يحاول في كثير من الأحيان تغيير مجرى الأحداث والوقائع بطريقة كلامية تضمن ألَّا مسؤولية له في الأمر، بل قد يسير بتدرج لمحاولة إقناعك أنَّك المسؤول الأساسي عنه، وأنَّ فعلك أو نظرتك الخاصة أو غيرهما السببُ في وصول الأمور إلى ما هي عليه الآن.
في الغالب، فهو يخفي الجانب الأهم من الأمور ولا يصرح بجميع جوانب الأحداث، بل يخفيها بطريقة خبيثة ويظهر فقط السطحي منها، والذي يمكّنه من تشكيل بقية الأحداث المرتبطة بها بالطريقة التي تناسبه.
إن استشعرت الشخص أمامك يفعل ذلك، فابدأ بطرح الكثير من الأسئلة، والتي يفضل أن تكون أسئلةً مغلقةً (إجابتها بنعم أو لا) أو أسئلة ذات أجوبة مقتضبة حتى لا تفتح المجال له للحديث طويلًا، وابحث دائمًا عن تفاصيل أكثر في الأحداث، ومن أكثر من مصدر.
2- “أصبح من الصعب الحديث معك!“
من العبارات التي يستخدمها المتلاعبون أن يخبروك مثلًا: “مأخرًا، أصبح من الصعب الحديث معك!”، “أصبحت حساسًا للغاية!”، “لا تأخذ الأمور على قلبك… !”، وغيرها من الجمل المباشرة وذات التأثير القوي، حيثُ أنَّها من جهة تلقي اللوم عليك وتقلب الطاولة لصالح الطرف الآخر، ومن جهة أُخرى تضع حدًّا لأيِّ نقاش بينكما وتخرج الحوار عن مساره الأصلي، حيثُ تصبح أنت محور الحديث وليس الموضوع الذي يفترض أنَّه بينكما.
إن أخبرك الشخص أمامك بهذا الأمر فإنَّه في الغالب يستخدم التلاعب للتستر على ضعفه وافتقاره لمهارة التواصل، هي نقطة لصالحك يمكنك أن تستخدمها بعدم الانسياق وراء ما قال، أيّ أنَّه إن أخبرك بأحد هذه العبارات أجبه باقتضاب وأعد الحوار إلى مجراه، كأن تقول: “لنتمم حديثنا ثم ننظر في حساسيتي المفرطة… ثم تابع الحديث عن الموضوع” هكذا، ستبطل حيلته.
3- المضايقة الفكرية
هي استراتيجية أساسية وشائعة يعتمدها المناور النفسي لإقناعك بفكرة أو بأمرٍ ما، وهي استخدام الكثير من الحجج والمعلومات والأفكار والدراسات والأرقام (التي يمكن ألّا يكون لها أيّ أساس من الصحة، كأن يقول هناك دراسات أثبتت أنَّ… سمعت أنَّ وزير الدولة كذا قال… ) … والكثير من الحشو الكلامي الزائد لإقناعك بأمر ما باعتماد الإرهاق والإفراط المعلوماتي، حيث أنّك وبطريقة تلقائية ستجد نفسك تقتنع بكلامه نظرًا للقاعدة الضخمة التي وضعها لنفسه، والتي ستجعلك تشعر للحظة أنَّك ضئيل مقارنة بكلِّ ما قال، فكيف لم تنتبه أنت للأمر مع كلِّ هذه الشواهد والأدلة؟!
مهما كان حديث من حولك طويلًا، استخدم منطقك، وكلما استدل بشيء لا تتردد في سؤاله عن المصدر أو أن تترك الحديث وتبحث عن صحة الأمر في الإنترنت جانبك… أيضًا، هناك من يملك قدرة الإقناع وقد تكون استشهاداته صحيحةً دون أن يكون فعلًا متلاعب نفسي، لكن وحدك أنت يمكن أن تكتشف من أمامك، فالحشو شيء والاستشهاد شيء آخر تمامًا.
4- تقديم الإنذارات وضيق الوقت
“لا خيار أمامك، سأمهلك وقتًا لتفكر في الأمر إلى الغد، بعدها لن أستطيع فعل شيء لك”. إنَّ طريقة تقديم إنذار مع الضغط على الشخص من خلال إلزامه بوقت ضيق للتفكير أو اتخاذ قرار هو من الأمور المستخدمة من طرف المتلاعبين النفسيين في الحديث، خاصةً في مجال الأعمال والتسويق، حيثُ أنَّ اللعب على الأوتار النفسية سيجعل الشخص يوافق في كثير من الأحيان دونما أيّ تفكير معقلن في الأمر، ما دام الوقت ليس في صالحه والفرصة “يتضح” أنَّها لن تتكرر أو تستمر.
إن أخبرك الشخص أمامك بالأمر فلا تثق به أبدًا، فأُسلوب الإنذار والتحذير مرفوض تمامًا في أخلاقيات التواصل، كما أنَّه لا يفكر طبعًا في مصلحتك أو فائدتك ما دام ألزمك بمهلة قصيرة لاتخاذ قرارك في موضوع الحوار بينكما. أعد التفكير مليًّا وزِن الأمور جيدًا، واحذر… احذر كثيرًا!
5- تكرار اسمك
إنَّ تكرار الاسم بصورة مستمرة ومبالغ فيها ما هو إلَّا حيلة ذكية منه تستخدم في “السيطرة الفكرية” غالبًا في حالات التوبيخ أو توجيه اللوم… حيثُ أنَّ فعل ذلك سيساعد الطرف الآخر في إثارة انتباهك والحفاظ عليه بشكلٍ يضمن له استماعك لجميع ما يقوله أو يوجهه لك من كلام.
هي حيلةٌ إذًا يجب أن تحذر منها، ويجب أن تكتشفها وتعلم السبب من استخدامها بطريقة سريعة حتى تتجنب تأثيرها عليك. أيضًا، هناك من له عادة تكرار الاسم في حديثها دونما أيّ نية سيئة، فلا تخلط الأمور وكن واعيًّا بمن أمامك وبأهدافه الخفية.
6- السخرية والفكاهة السوداء
إنَّ السخرية منك أو الضحك على ما تقوله أو غيرها من الأساليب السيئة التي يستخدمها الطرف الآخر في حديثه معك هي من أهمِّ طُرُق التلاعب التي يجب أن تحذر منها، حيثُ أنَّ السبب الرئيسي من استخدامها هو إشعارك بالدونية والتنقيص من مكانتك مقابل التضخيم من مكانته. الأمر الذي يثقل كفتة في التواصل ويجعله مديرًا للنقاش.
إن أنت استشعرت ذلك في الشخص أمامك، فحاول أن تحافظ على التوازن بينكما، ولا تظهر له أيّ تأثر بما قال، فعدم قدرته للوصول إلى ما أراد عبر السخرية ستشتته، الأمر الذي سيقلب الموازين لصالحك.
7- “لا أفهم ما تقول”
هي تقنية سلبية – عدوانية تقضي بتمرير فكرة أنَّ الطرف الآخر لا يفهم أبدًا ما الذي تقوله، وأنَّك بحديثك هذا تعقد الأمور وتسير بها لمستوى أعلى لا تستحقه… هي تقنية إذًا تقضي بتمرير المسؤولية كاملةً لك، وإغضابك في حال اعتبرت الأمر تنقيصًا من قيمتك ومما تقول.
إن قال الشخص أمامك هذه الجملة فلا تعرها أيّ اهتمام، بل أعد صياغة ما قلت ببساطة أو عن طريق توجيه الأسئلة لمن أمامك. هكذا، ستتمكن من إقحامه سواءً شاء أم أبى في الموضوع، ويلزم بطريقة مباشرة في المشاركة وتحمل جزء من مسؤولية ما يقول.
8- التحدث أولًا
من التقنيات التي يستخدمها متلاعبو الحديث تركك تتحدث أولًا، فهذه النقطة بالنسبة لهم أساسية ستساعدهم من جهة على اكتساب وقت أكثر لتحضير موقفهم وما سيقولون، ومن جهة أُخرى بملاحظة ما تقول سيتمكنون من معرفة نقاط ضعفك واستغلالها ضدك.
في هذه الحالة، وفي حال تفرغك من الحديث، ستلاحظ أنَّ المناور لن يطرح وجهة نظره بل سينقد ما قلت أو سيوجه لك أسئلة ستحصرك في زاوية قد لا تحبذها من الحديث.
إن أنت بدأت الحديث أولًا، فلا تتحدث طويلًا بل تكلم باقتضاب ومرر الكرة لمن أمامك، هكذا لن تعطي له فرصةً أكبر لقراءتك وتحضير ما سيقول.
بتعرفك على هذه العلامات، ستتمكّن بسرعة من معرفة المحتالين وبائعي الكلام أمامك، ولن يستطيعوا بعد الآن خداعك أو السيطرة عليك وعلى أفكارك
أراجيك