اقتصاد

نحو 85% من مكونات توربينات طاقة الرياح تأتي من الصين.. شركات تصنيع التوربينات العالمية تبيع بـ”خسارة”

حذّر قادة صناعة طاقة الرياح من أن تضخم أسعار المواد الخام والخدمات اللوجستية مقترنًا بضغوط الأسعار الهبوطية في المزادات أدى إلى وضع مضطرب؛ حيث تبيع شركات تصنيع المعدات الأصلية لتوربينات الرياح بخسارة.

وأعرب بعض قادة شركات طاقة الرياح عن قلقهم نتيجة عدم قدرة القطاع على مضاعفة طاقة الرياح في أوروبا بـ3 أضعاف بحلول عام 2030.

وقال كبار المديرين التنفيذيين لدى شركة جنرال إلكتريك الأميركية وشركة نوردكس وشركة إنركون، الألمانيتين، إن ضغوط الأسعار في المزادات، وارتفاع تكاليف المواد الخام والخدمات اللوجستية، وتداعيات حرب أوكرانيا أدت إلى وضع غير مستدام، حسبما نشر موقع ريتشارج نيوز.

اضطراب سلسلة التوريد

خلال حديثها في مؤتمر ويند يوروب 2022، يوم الثلاثاء 12 أبريل/نيسان، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة للرياح البرية، شيري هيكوك، إن حالة سلسلة التوريد غير صحية في الوقت الحالي.

وأرجعت ذلك الوضع غير الطبيعي إلى وجود سوق تضخمية تتجاوز ما توقعه جميع المحللين والخبراء حتى العام الماضي، مشيرة إلى أن أسعار الحديد والصلب ارتفعت 3 أضعاف، ويجري شراء الصلب اللازم لأبراج الرياح البحرية حاليًا بأكثر من 2000 دولار للطن.

وأضافت أن أسعار النحاس والكربون والخدمات اللوجستية قد ارتفعت أيضًا.

وبيّنت أن من غير المجدي التفكير في طريقة استدامة سلسلة التوريد في صناعة متنامية في ظل هذا النوع من الضغوط.

وأردفت قائلة إنه بعد الزيادات الكبيرة في الأسعار، العام الماضي، في أعقاب تفشي جائحة كورونا “كوفيد-19″، كانت الأسعار مرتفعة لكنها مستقرة.

وأضافت أنه نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا؛ فإن السوق بأكملها شهدت تقلبات واضطرابًا في الأسابيع الـ8 الماضية.

وأعربت شيري هيكوك عن قلقها من وضع النظام البيئي لصناعة الرياح بأكملها، مشيرة إلى أن مورّدين مختلفين داخل الصناعة يعملون على زيادة أرباحهم، وتقليل فرص العمل في أوروبا.

وقالت إنه إذا اعتقدت الحكومة أنه في مقابل 10 سنتات، ستكون سلسلة التوريد هذه قادرة على تلبية الطلب من ضعفيْن إلى 3 أضعاف؛ فهذا غير معقول.

تجدر الإشارة إلى أن خطة كهرباء الطاقة المتجددة “ري باور أوروبا” الأخيرة التي طرحتها المفوضية الأوروبية ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، تهدف إلى زيادة سعة طاقة الرياح من 190 غيغاواط اليوم إلى 480 غيغاواط بحلول عام 2030.

ضغوط الأسعار

أشار الرئيس التنفيذي لشركة نوردكس الألمانية، خوسيه لويس بلانكو، إلى أنه حتى قبل الحرب الأوكرانية، دُمِّر اقتصاد صناعة الرياح بسبب ضغوط الأسعار في المناقصات التنافسية إلى جانب ضعف الرؤية بشأن إمدادات طاقة الرياح بسبب السياسات الحكومية الفاشلة.

وقال بلانكو إن الشركة ما زالت تبيع بخسارة بسبب منهجية المزادات وقلة التنبؤ بالكميات المطلوبة.

وأوضح أن الشركة تستثمر في كميات الإنتاج وفق آليات عمل السوق، ثم لا تتحقق تلك الكميات، مشيرًا إلى أن وجود تدفق نقدي أفضل من غيابه.

وبيّن بلانكو أنه إذا أرادت أوروبا مضاعفة سعتها من طاقة الرياح 3 مرات؛ فإنها بحاجة إلى دعم استقلالية سلسلة التوريد؛ لافتًا إلى أنه في الوقت الحالي، نحو 85% من مكونات الصناعة تأتي من الصين.

ولم يكن بلانكو يشير فقط إلى المعادن الأرضية النادرة، بل قال إن نحو 95% من الأعمدة المعدنية في التوربينات، مصدرها الصين.

ورطة المصنّعين

قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة إنركون الألمانية، يورغن زيشكي، إن جميع مصنعي معدات توربينات الرياح البرّية الأصلية الأوروبيين يواجهون ورطة.

وأوضح أن التكلفة كانت المحرك الوحيد لمشروعات التطوير على مدى السنوات الـ8 الماضية، وذلك نتيجة انخفاض تكاليف الطاقة وانخفاض أسعار التوربينات التي تؤثر في الأعمال بأكملها.

وقال زيشكي إن وضع سوق توربينات الرياح في أوروبا وألمانيا يشير إلى استمرار فقدان الوظائف في الصناعة من خلال الانتقال إلى أماكن أخرى (الصين).

وأكد أنه من أجل توليد الكهرباء المستدامة، تحتاج أوروبا إلى صناعة مستدامة، ومن ثم يتعين عليها التغلب على كونها مقيدة باعتبارات التكلفة المتدنية.

اقرأ أيضاً: ارتفاع أرباح نوردكس الألمانية لطاقة الرياح العام الماضي

أعلنت شركة نوردكس غروب الألمانية، إحدى أكبر منتجي توربينات طاقة الرياح في العالم، اليوم الإثنين، ارتفاع أرباحها قبل حساب الضرائب والفوائد ومعدل الإهلاك (أرباح التشغيل) خلال العام الماضي بنسبة 21.7% سنويًا إلى 123.8 مليون يورو (141.44 مليون دولار) مقابل 101.7 مليون يورو (116.19 مليون دولار) في 2018، وفقًا للبيانات الأوّلية.

في الوقت نفسه كان هامش أرباح التشغيل في العام الماضي 3.8% مقابل 4.1% في العام الذي سبقه.

وأشارت الشركة إلى ارتفاع مبيعاتها المجمّعة خلال العام الماضي إلى 3.28 مليار يورو مقابل 2.46 مليار يورو في العام الذي سبقه. وزاد حجم الطلبيّات المتراكمة لدى الشركة خلال العام الماضي بنسبة 31% سنويًا إلى ما يعادل 6.2 غيغاواط.

ومن المنتظر أن تعلن الشركة البيانات النهائيّة لنتائج أعمالها خلال السنة المالية 2019 يوم 24 مارس / آذار الجاري.

اقرأ أيضاً: تعطل آلاف من توربينات الرياح الألمانية.. واشتباه في تورُّط قراصنة روس

تعرّضت شركة إنركون الألمانية، لهجوم سيبراني أدى إلى توقف آلاف توربينات الرياح بقدرة تصل إلى 11 غيغاواط.

وقالت الشركة المصنعة لتوربينات الرياح إن الأقمار الصناعية توقفت عن العمل بين الساعة الـ5 صباحًا و6 صباحًا، ولم يعد بإمكانها المراقبة أو التحكم عن بُعد في قرابة 5 آلاف و800 توربينة للرياح بوسط أوروبا.

وأوضحت في بيان أن سبب العطل لم يُعرف بعد، لكن خدمات الاتصال توقفت بالتزامن مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسرعان ما أبلغت الشركة هيئة الرقابة على الأمن السيبراني الألمانية “بي إس آي”، وتعملان مع مقدمي خدمات شبكات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية الأخرى لحل العطل، الذي أثر في قرابة 30 ألف محطة قمر صناعي تستخدمها الشركات والمؤسسات من مختلف القطاعات في جميع أنحاء أوروبا.

كما تعمل شركة إنركون مع مشغلي مزارع الرياح المتضررة لتطوير طرق بديلة لاستعادة التحكم عن بعد في التوربينات.

هل كان الهدف الطاقة المتجددة أم عسكريًا؟

يعتقد العضو المنتدب لشركة “توبي ويندإنرجي فيروالتونغز جي إم بي إتش”، دومينيك بيرترامز، أن السبب وراء الحادث هجوم سيبراني شنّه القراصنة الروس، حسب موقع بي في ماغازين.

ومع ذلك، من غير المحتمل في ما يبدو أن يستهدف القراصنة الروس توربينات الرياح الألمانية مباشرة.

وتعليقًا على الحادث، قال المتحدث باسم شركة “جيرمان ويند إنرجي آسوسييشن”، إن عطل توربينات الرياح كان بسبب توقف القمر الصناعي للاتصالات “كا-سات” التابع لشركة “فياسات”، الذي يوفر الإنترنت عالي السرعة عن طريق الأقمار الصناعية في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط.

ووفقًا لمقال نشرته مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية الألمانية، تعمل خدمات الاتصالات العسكرية للجيش الأميركي عبر أقمار “فياسات” أيضًا.

وتشير هذه التقارير إلى أن تعطل أنظمة التحكم في توربينات الرياح ربما يكون ضررًا مصاحبًا لهجوم سيبراني موجه في المقام الأول ضد أهداف عسكرية.

حجم الخسائر

قالت هيئة “إنرجي ماركت إنوفاتوز” الألمانية لموقع بي في ماغازين، إن العديد من توربينات الرياح لم تتأثر بالحادث، وتعتمد أغلب الأنظمة على شبكات اتصالات أخرى.

وأضافت الهيئة أنها ليست لديها أي معلومات تتعلق ما إذا كانت أنظمة خلايا الطاقة الشمسية قد تأثرت بالحادث، موضحة أنه بمجرد توقف الاتصال، تتحول محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى التشغيل التلقائي.

ونصح المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات الإدارات الفيدرالية ومشغلي البنية الحيوية والمنظمات والشركات بتعزيز الرقابة وتأهبها للرد.

استهداف “فياسات” المتواصل

قالت شركة الأقمار الصناعية “فياسات” -المدرجة في الولايات المتحدة-، يوم الإثنين الماضي، إنها بدأت تحقيقًا بعد هجوم إلكتروني مشتبه به تسبب في انقطاع جزئي بخدمات النطاق العريض للمباني السكنية في أوكرانيا ودول أوروبية أخرى.

وتكمن المشكلة في القمر الصناعي “كا-سات” التابع للشركة، بعدما اشترته من شركة يوتلسات الفرنسية في أبريل/نيسان 2021.

وأعلنت أن إحدى شركات الأمن السيبراني تبحث في سبب انقطاع الخدمة في الأيام الأخيرة.

ويتزامن العطل مع تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء عملياته العسكرية في أوكرانيا، إذ أبلغ العديد من مزودي خدمات الإنترنت عن انقطاع الخدمة منذ الساعات الأولى من يوم 24 فبراير/شباط.

وبعد يومين، صرح المتحدث باسم الشركة بأن فياسات تحقق وتحلل الشبكات وأنظمتها الأوروبية لتحديد السبب، وستبدأ في اتخاذ تدابير إضافية لمنع حدوث المزيد من الحوادث، في حين تحاول إعادة الخدمة إلى عملائها المتضررين.

ولم تذكر الشركة عدد عملائها الذين تأثروا بالحادث.

إيلون ماسك يدعم أوكرانيا

في الوقت نفسه، تأثرت خدمات الإنترنت بمجرد دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا.

وتصاعدت المخاوف من أن القراصنة الروس قد يحاولون قطع الإنترنت في أوكرانيا، بالطريقة نفسها التي أوقفوا بها شبكة الكهرباء في البلاد عام 2015.

وبناءً على ذلك، طلب نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي، ميخائيلو فيدوروف، من رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك الحصول على الدعم من خدمة “ستارلينك” -خدمة للإنترنت عالي السرعة عن طريق الأقمار الصناعية- لتوفير الإنترنت للشعب الأوكراني.

وكتب فيدوروف على تويتر لإيلون ماسك: “في الوقت الذي تحاول فيه استعمار المريخ، روسيا تحاول احتلال أوكرانيا، وفي الوقت الذي تهبط فيه صواريخك بنجاح من الفضاء، تهاجم الصواريخ الروسية المدنيين الأوكرانيين؛ لذا نطلب منك تزويد أوكرانيا بمحطات (ستارلينك) وحث الروس على وقف هجماتهم”.

وعلى الفور، استجاب إيلون ماسك إلى نداء الوزير الأوكراني، وأرسل شاحنة مليئة بمعدات ستارلينك إلى أوكرانيا، مع وعد بوصول المزيد من المعدات في المستقبل.

المصادر: الطاقة – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى