دولة عربية تجني 7.4 مليار دولار سنوياً من محطتها العملاقة.. ماذا تعرف عن محطات براكة النووية الأكبر في المنطقة العربية والعالم؟
قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي، إن محطات براكة النووية توفر لدولة الإمارات نحو 7.4 مليار دولار سنويًا.
جاء ذلك خلال كلمة الحمادي في اليوم الأول لانطلاق فعاليات مؤتمر المرافق العالمي في أبوظبي، والتي سلّط فيها الضوء على جهود الإمارات للاستثمار في الطاقة الصديقة للبيئة، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وأوضح الحمادي أن الطاقة الشمسية والطاقة النووية السلمية أسهمتا خلال عقد من الزمان في إحداث قفزة نوعية في قطاع الطاقة الإماراتي، الأمر الذي دعم توجّه الدولة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
قال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إن التحديات التي تواجه قطاع المرافق تتمثل في أن قطاع الطاقة يجب أن يواصل العمل والإنتاج، في ظل إطار جديد أكثر تعقيدًا لضمان أمن الطاقة.
كما يحتاج القطاع إلى إنتاج الطاقة التي يحتاجها العالم اليوم على نحو أكثر استدامة، مع الوفاء بالتزاماته المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ومواصلة تحفيز النمو الاقتصادي والازدهار عالميًا.
وأضاف الحمادي أن الإمارات ركّزت لسنوات نحو الاستدامة وأمن الطاقة وتنويع مصادر إنتاجها، إذ بدأت التشغيل التجاري لمحطتين من الـ4 ضمن محطات براكة النووية.
دور الطاقة النووية المناخي
أوضح الحمادي أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعمل على توفير الحلول المناخية، لتسريع عملية خفض الانبعاثات الكربونية على نطاق واسع، بجانب تعزيز النمو وتطوير تقنيات الطاقة النووية السلمية في الدولة.
وتابع: “في مارس/آذار الماضي، بدأت المحطة الثانية من محطات براكة النووية السلمية مرحلة التشغيل التجاري، إذ تنتج المحطات اليوم 2.8 غيغاواط من الطاقة الكهربائية، ما يجعلها أكبر مصدر للطاقة صديقة البيئة في الإمارات”.
وأوضح أنه عند التشغيل التجاري لمحطات براكة الـ4، ستوفر الطاقة النووية السلمية نحو 25% من الطلب على الكهرباء في الدولة، كما ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بكميات كبيرة، إذ ستحدّ المحطات من 22.4 مليون طن متري من الانبعاثات سنويًا.
أهمية المحطات اقتصاديًا
قال الحمادي، إن هناك فوائد اقتصادية كبيرة للتشغيل التجاري لمحطات براكة النووية، إذ تشير ورقة بحثية لمؤسسة “إس آند بي غلوبال” إلى أنها ستقلل من استهلاك الغاز بنحو مليار قدم مكعب يوميًا، أو 205 آلاف برميل من النفط يوميًا.
ولفت إلى أنه من الناحية المالية، تعني هذه الأرقام توفير نحو 7.4 مليار دولار أميركي سنويًا، كما تحافظ على موارد الغاز الطبيعية، ما سيساعد الإمارات على تسريع وتيرة تحولها لتصبح من أبرز المصدّرين للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030.
وأضاف الحمادي أنه نظرًا لدور مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تعزيز التقدم، فقد طوّرت قطاعًا قادرًا على توظيف آلاف الأشخاص خلال 10 سنوات فقط، كما أصبحت تمتلك الخبرة والمعرفة في قطاع الطاقة النووية للأغراض السلمية، وسلاسل التوريد المحلية.
وتابع: “هذا كلّه ما هو إلّا جزء بسيط من الفوائد والمزايا التي توفرها محطات براكة النووية، والتي تشكّل جزءًا من البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي يسهم في تعزيز جهود الدولة لتحقيق الحياد الكربوني”.
اقرأ أيضًا: الطاقة النووية في الإمارات
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون السباقة في شتى مجالات الحياة، إذ أصبحت خلال فترة قصيرة من أفضل الدول على الصعيد العالمي، سخرت كافة مواردها بطريقة فعّالة ومنظمة من شأنها رفع أهميتها الاقتصادية والسياحية، كما سعت إلى تعزيز موارد الدولة باستخدام مختلف الطرق والوسائل، فاستحدثت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية من أجل رفع أهميتها بين الدول العربية بشكل خاص وجميع دول العالم بشكل عام. سنقدم في هذا المقال ما تود معرفته عن الطاقة النووية في الامارات وعن محطة براكة للطاقة النووية.
الطاقة النووية في الامارات
تتلخص الطاقة النووية في دولة الامارات بواحدة من المؤسسات التي أنشأها سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة “حفظه الله” في العاصمة أبوظبي وهي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي استحدثت بهدف توفير طاقة نووية آمنة وصديقة للبيئة من أجل مستقبل واعد للدولة.
تهدف مؤسسة الطاقة النووية في الامارات إلى بناء برنامج نووي سلمي من أجل توفير طاقة بديلة للنفط وصديقة للبيئة، وحتى وقتنا الحالي، وفّرت الطاقة النووية ما يقارب ربع احتياجات الدولة من الكهرباء بشكل يقلل من الانبعاثات الكربونية التي تضر الغلاف الجوي، ويجدر بالذكر أن هذه الانبعاثات تنتج عن طرق توليد الكهرباء التقليدية. تسعى هيئة الطاقة النووية إلى تطبيق ما يلي:
بناء أول محطات الطاقة النووية التي تعرف باسم براكة
توافق البرنامج النووي السلمي مع حكومة أبوظبي والحكومات الاتحادية المجاورة
التنسيق مع قطاع التعليم في الإمارات لتطوير الموارد البشرية لبرنامج الطاقة النووية
ترسيخ وعي المجتمع الإماراتي بدور الطاقة النووية كبديل استراتيجي للطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة
المخطط الزمني للطاقة النووية في الامارات
سنعرض لك المخطط الزمني لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ تأسيسها.
الطاقة النووية في الامارات من عام 2009 إلى 2011
وُضع حجر الأساس الأول عام 2009 بعد قرار أصدره سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة أبوظبي يهدف إلى توفير طاقة موثوقة وصديقة في البيئة واستحداث فرص دراسية جديدة في الهندسة النووية.
في عام 2009، تم توقيع عقد مع شركة كيبكو الكورية المتخصصة في الطاقة الكهربائية، وانضمت مؤسسة الإمارات إلى رابطة المشغلين النوويين العالمية.
تكنولوجيا الطاقة النووية في عام 2012
تم البدء بالأعمال البنائية في محطة براكة للطاقة النووية التي تعمل بمفاعل نووي (بقدرة 1400). يؤدي مشروع براكة دوراً أساسياً في تنويع مصادر الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يوفر كمية هائلة من الطاقة لكل من المنازل والشركات والمنشآت الحكومية بشكل شبه خالٍ من الانبعاثات الكربونية. إن كنت ترغب في معرفة كيفية عمل المفاعل النووي (بقدرة 1400) في محطة براكة في أبوظبي، فشاهد الفيديو التالي.
تخريج أول دفعة هندسة نووية عام 2014
في عام 2014، تم تخريج أول وفد من المهندسين المتخصصين بالطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكونوا ثمرة يُعتز بها في المجتمع الإماراتي.
الطاقة النووية في الإمارات عام 2015
كان لعام 2015 دوراً محورياً في تشغيل الطاقة النووية في الإمارات، إذ رُفع علم دولة الإمارات المتحدة العربية فوق أول مفاعل في محطة براكة كإعلان لانتهاء الأعمال البنائية، فازت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بجائزة الجهة المتميزة على مستوى حكومة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز أيضاً، وشاركت بعدة فعاليات منها مهرجان أبوظبي للعلوم.
توقيع أول اتفاقية شراء عام 2016
تم توقيع أول اتفاقية شراء بين مؤسسة الإمارات للطاقة الكهربائية وشركة أبوظبي للماء والكهرباء تمهيداً لوصول التيار الكهربائي. كما تم إنشاء أول قاعة تدريس افتراضية خاصة بالمؤسسة في جامعة خليفة. تم تأسيس شركتي نواة للطاقة وشركة براكة الأولى بالتعاون مع شركة كيبكو للطاقة.
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2017
تم عقد المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن 21 للمرة الأولى في الشرق الأوسط، كما لقبت المؤسسة اهتمام وفد دولي اطلع على إنجازات الإمارات للطاقة النووية السلمية، وأصبح مشروع الطاقة النووية السلمية في الإمارات من المشاريع المتنوعة على الصعيد العالمي.
تشغيل محولات الطاقة الرئيسية والاحتياطية في المحطة الثانية عام 2018
يعد عام 2018 من الأعوام المزدهرة في تاريخ مؤسسة الإمارات للطاقة النووية السلمية و الطاقة النووية في الإمارات إذ أثنى الكثيرون على مشروع الطاقة الممتاز في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تم إنشاء مركز براكة للشباب الذي يدعم الجيل القادم من رواد قطاع الطاقة النووية في الامارات ويعزز طموحهم، كما يجدر بالذكر أن 63% من الموظفين في المؤسسة هم إماراتيي الجنسية ودون سن الثلاثين.
الطاقة النووية في الإمارات عام 2019
كان قاد حان الوقت في عام 2019 لجني ثمار الأعمال في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، فبدأت بالاحتفاء بأكثر من 50 ساعة مليون عمل آمنة، واحتفت أيضاً بالفائزين بمسابقة براكة للطاقة النووية، كما شاركت المؤسسة في العديد من الفعاليات والأنشطة والحوارات التي عززت مكانتها في سلك المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مؤسسة الطاقة النووية في عام 2020
لا زالت تحتفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بثمار عملها، إذ التقت بكبار المسؤولين في تعاون النوويين الدوليين في العاصمة واشنطن لإحياء الذكرى العاشرة من التعاون النووي، كما احتفت بتسجيل أكثر من 75 مليون ساعة عمل آمنة دون أي حادث.
لا زال عام 2020 في بداياته، ومن المؤكد أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ستحقق المزيد من الإنجازات التي تفخر بها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة النووية على المستويين العربي والعالمي.
المصدر: الطاقة – ماي بيوت