تقارير

سيوفر كميات كبيرة من الغاز لتلبية الطلب العالمي.. من يفوز بمشروع الغاز القطري العملاق؟

تترقب كبرى شركات الطاقة العالمية نتائج الفوز بحصص مشروع توسعة حقل الشمال الضخم في قطر، الذي سيوفر كميات كبيرة من الغاز ستُسهم في تلبية الطلب العالمي، خصوصًا الطلب الأوروبي.

وتقدمت شركات كبرى -من بينها شل وإكسون موبيل وتوتال وشيفرون وكونوكو فيليبس وإيني- بعروض قوية للحصول على حصص في المشروع، الذي تُقدر قيمته بمليارات الدولارات، والذي يهدف إلى تعزيز الصادرات القطرية من الغاز الطبيعي، وفق ما نشرت وكالة بلومبرغ.

ويُعد مشروع توسعة حقل الشمال، أحد أكبر مشروعات الغاز الطبيعي على الإطلاق، إذ تهدف خطة التوسعة إلى رفع مستوى الإنتاج السنوي في قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى نحو 130 مليون طن بحلول عام 2027، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.


استثمارات قوية

خلال الأسبوع الجاري، قد تعلن قطر تفاصيل مشروع الغاز القطري، والشركات التي تتنافس حاليًا للفوز بحصص فيه، إذ من المتوقع أن تساعد الاستثمارات الدولة الخليجية على تمويل خطة لن تقل عن 30 مليار دولار، لرفع إنتاجها السنوي من الغاز المسال.

ومن المنتظر أن تعلن قطر شركاء توسعة حقل الشمال في القطاع الشرقي ضمن المرحلة الأولى في البداية، التي تتضمّن بناء شركة “قطر للطاقة” 4 وحدات لتسييل الغاز، تبلغ طاقة كل منها 8 ملايين طن سنويًا، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أن شركة قطر للطاقة قد أعلنت في أواخر أبريل/نيسان الماضي، إرساء عقد رئيس لأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء لمشروع توسعة القطاع الشرقي لحقل الشمال، على تحالف بين شركتي تكنيكاس ريونيداس ووايسون للهندسة.

ودعت شركة قطر للطاقة الصحفيين إلى مؤتمر صحفي يوم الأحد المقبل 12 يونيو/حزيران، ولكنها لم تذكر سبب هذه الدعوة، إلا أن المعلومات تشير إلى إمكان حضور الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان، ومسؤولين من شركة إكسون موبيل.

ناقلات الغاز المسال

أعلنت شركة “دايو” الكورية الجنوبية، اليوم الثلاثاء 7 يونيو/حزيران، فوزها -ضمن تحالف كوري- بصفقة لبناء 4 ناقلات غاز مسال لصالح شركة قطر للطاقة، تأتي ضمن مشروع الغاز القطري لتوسعة حقل الشمال، بقيمة 1.07 تريليون وون (850 مليون دولار).

ووفق شركة دايو، فإن سعة الناقلات تبلغ 174 ألف متر مكعب، وستبنيها في حوض بناء السفن التابع لها في “أوكبو” على الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية، إذ ستسلمها بحلول النصف الأول من عام 2025.

وكان الطلب الأول لعقد بقيمة 19 مليار دولار، وقّعته شركة “دايو” لبناء السفن وشركتان كوريتان، هما “سامسونغ” و”هيونداي” للصناعات الثقيلة، مع شركة “قطر للبترول” في يونيو/حزيران 2020، لبناء أكثر من 100 سفينة للغاز الطبيعي المسال حتى عام 2027.

أهمية الغاز القطري

يأتي مشروع توسعة حقل الشمال القطري الضخم، في وقت تسعى فيه أوروبا إلى تحرير نفسها من إمدادات الغاز الروسية، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وسبق أن أجرى وزير الاقتصاد الألماني ومسؤولون أوروبيون زيارات إلى دولة قطر خلال الأشهر القليلة الماضية، في محاولة لتأمين إمدادات إضافية من الغاز القطري، تعوض الكميات المقطوعة من الغاز الروسي خلال الحرب.

اقرأ أيضًا: حقل الشمال القطري.. 3 شركات تقدم عطاءات لتوسعة أكبر مشروع غاز في العالم


في إطار مرحلة التوسعة الأولى لحقل الشمال العملاق للغاز الطبيعي في دولة قطر، تسعى 3 شركات عملاقة في مجال الهندسة والتوريد والبناء، للفوز بعقد بري كبير من شركة قطرغاز.

وقدّمت الشركات الـ3 (سايبم الإيطالية – تكنيكاس ريونيداس الإسبانية – هيونداي للهندسة والبناء الكورية الجنوبية)، مؤخرًا عطاءات تقنية للحزمة الرابعة من مخطط توسيع الغاز الطبيعي المسال العملاق، التي تشمل مرافق معالجة الكبريت المخصصة لمرحلة التوسع الأولى للقطاع الشرقي من حقل الشمال.

وتهدف الحزمة الرابعة إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال في دولة قطر إلى 110 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2025.

أكبر حقل للغاز

أفادت مصادر أن دولة قطر أصدرت عطاءات للحِزَم 1 و2 و3 المخصصة لمشروع القطاع الشرقي من حقل الشمال، الذي يعد أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، ومن المرجح الانتهاء من عطاءات الحزمة الرابعة بحلول الربع الأول من عام 2022، حسبما نشره موقع “أبستريم أونلاين”.

وأعلنت شركة قطر للطاقة (قطر للبترول سابقًا)، هذا العام، قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الأولى للقطاع الشرقي لحقل الشمال، بقيمة 28.75 مليار دولار، وتمثل حزم الهندسة والتوريد والبناءالـ4 معًا المرحلة الأولى من تطوير القطاع الشرقي من حقل الشمال.

من جهتها، تنفّذ شركة قطرغاز عملية المناقصة نيابة عن شركة قطر للطاقة في العديد من حزم العقود البرية والبحرية المخصصة لمشروع القطاع الشرقي من حقل الشمال.


مخطط توسعة حقل الشمال

من المتوقع أن يؤدي مخطط توسيع الطاقة الإنتاجية العملاقة في دولة قطر إلى انتزاع الهيمنة العالمية على قدرة تسييل الغاز الطبيعي من أستراليا، على الرغم مما تشهده الولايات المتحدة من زيادة في طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال التي يمكنها التفوق على كلا البلدين.

وتمتلك قطر حاليًا قدرة تسييل اسمية تبلغ 77 مليون طن سنويًا، تلي قدرة أستراليا التي تبلغ 88 مليون طن سنويًا.

وستزيد المرحلة الأولى من مشروع القطاع الشرقي لحقل الشمال قدرة دولة قطر إلى 110 مليون طن سنويًا بحلول منتصف هذا العقد، ما يرسخ مكانتها في أسواق آسيا والمحيط الهادئ الرئيسة.

علاوة على ذلك، تستعد قطر للشروع في المرحلة الثانية من التوسعة المخطط لها، وهي مشروع القطاع الجنوبي من حقل الشمال، الذي يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الوطنية للغاز الطبيعي المسال من 110 ملايين طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.

ومن المرجح أن تتخذ قطر قرارًا استثماريًا نهائيًا بشأن مشروع القطاع الجنوبي من حقل الشمال خلال العام المقبل.

عطاءات متعددة

منحت شركة قطر للطاقة عقودًا هذا العام للحزم البرية الرئيسة الـ3 المخصصة لمشروع القطاع الشرقي لحقل الشمال.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقع المشغل عقدًا بريًا بقيمة 13 مليار دولار مع تحالف تشيودا اليابانية وتكنيب إنرجي الإيطالية بشأن الحزمة البرية الأولى التي تضم مرافق تسييل الغاز الطبيعي ضمن مشروع حقل الشمال القطري.

ويشمل نطاق عمل الحزمة الأولى بناء 4 خطوط إنتاج ضخمة للغاز الطبيعي المسال مع المرافق المرتبطة بها.

وفازت شركة سامسونغ للإنشاء والتجارةالكورية الجنوبية، في شهر مارس/آذار الماضي، بعقد الهندسة والتوريد والبناء بقيمة 2 مليار دولار أمريكي من شركة قطرغاز للعمل في صهاريج تخزين عملاقة (الحزمة 2) المخصصة للقطاع الشرقي من الحقل.


بدورها، منحت شركة قطر للطاقة مؤخرًا عقدًا لشركة تكنيكاسريونيداس الإسبانية للحصول على حزمة الهندسة والتوريد والبناء البرية (الحزمة 3) التي تتضمن أعمال المرافق في الحقل.

وتُعد تكنيكاسريونيداس الإسبانية مسؤولة عن توسيع مرافق تخزين وتحميل المنتجات السائلة الحالية، ويشمل نطاق عمل الشركة توسعة مرافق استيراد أحادي إيثيلينغيكول في مدينة راس لفّان الصناعية، إلى جانب المرافق وخطوط الأنابيب الإضافية.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، المهندس سعد بن شريدة الكعبي، في وقت سابق، إن الأنشطة الميدانية تحقق تقدمًّا ملموسًا على جميع الأصعدة ووفقًا للخطة الموضوعة.

وأوضح أن قطر ماضية في طريقها لتسليم أول غاز طبيعي مسال من مشروع القطاع الشرقي لحقل الشمال بحلول نهاية عام 2025.

المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى