سيد المعادن الثمينة الخمسة “وحده الذهب هو الصامد”.. كيف تستمد هذه الثروة قيمتها من ذاتها؟
يعرف المعدن الأصفر بصموده أمام رياح العواصف الاقتصادية على مدى التاريخ، وذلك ما يؤكده “إيغون فون غريرز” مؤسس شركة “ماترهورن غولد” قائلا: الذهب هو المال الوحيد الذي صمد عبر التاريخ، فالحكومات دمرت عبر التاريخ قيمة العملات الورقية والمعدنية وحتى الفضية منها، وحده الذهب هو الصامد.
أما “سيمون ميخايلوفيتش” مؤسس شركة “توكيفيل بليون ريزيرف”، فيرجع أسباب أهمية الذهب إلى “أنه مستودع للقيمة، وحاليا لدينا نقص في مستودعات قيمة موثوقة، فالذهب ثابت ومستقل وليس التزاما من أحد أو عبئا على أحد ولا يخذل أحدا ولا ينتظر تقييما من أحد، وهو يستمد قيمته من ذاته، وهو تحت تصرفك حتى بات أفضل من العقار”.
والأمر الذي يميز الذهب أنك لا تستطيع مضاعفته بزيادة الأصفار أو تشغيل آلة الطباعة، وهذا ما يجعله أفضل من المال، بحسب “ديفيد فيرغسون”، وهو شريك في شركة “نيموي القابضة”.
ويتساءل “جيمس ريكاردز” مؤلف كتاب “الحالة الجديدة للذهب” قائلا: إن لم يكن الذهب مالا فلماذا لدى أمريكا 8 آلاف طن منه، وصندوق النقد الدولي 3 آلاف طن، ولماذا ضاعفت روسيا احتياطاتها من الذهب في السنوات العشر الأخيرة، ولماذا تشتري الصين الكثير من الذهب غير الضروري ولا تصدره؟
وإذا أخذنا المال كمثال لمستودع القيمة، يظهر لنا أن الصلاحيات الممنوحة لحكام المصارف المركزية في العالم تمكنهم من إصدار قرار أمر بطباعة تريليونات من العملات الورقية عند رغبتهم بذلك
سيد المعادن الثمينة الخمسة
نظرة سريعة على المواد في العالم تظهر لنا أنها ليست كلها مستدامة، فالغازات لا نستطيع استخدامها، وهناك عناصر تذوب في الماء، وأخرى تتفاعل مع الهواء أو تتآكل أو تشتعل في النيران، وفي جميع الحالات لا يمكن وضع هذه العناصر في جيبك، إضافة إلى استبعاد أي شيء يحمل إشعاعا، لأنه خطير على الصحة ويؤدي إلى تهديد حياتك، ومن بين كل العناصر الموجودة فوق سطح البسيطة، تبقى لنا 5 عناصر هي التي يطلق عليها “المعادن الثمينة”، وهي: الذهب والفضة والروديوم والبلاتينيوم والبلاديوم.
أما البلاديوم والروديوم فقد اكتشفا في القرن الثامن عشر، ولهذا استبعدا في وقت مبكر، والمشكلة في البلاتينيوم أن درجة انصهاره تصل إلى 3 آلاف درجة مئوية، وهي الدرجة التي كانت عصية على أفران البشرية المبكرة، وحدهما الذهب والفضة هما المعدنان اللذان اعتمدتهما البشرية منذ آلاف السنين كمستودعين للقيمة ووسيلتين للمقايضة.