تستثمر 6 مليارات دولار في مجمع للصلب ومعادن السيارات الكهربائية.. هل اقتربت السعودية من تصنيع أول سيارة كهربائية عربية؟
قالت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية إنها وفّرت ستة مليارات دولار لمجمع لألواح الصلب ومصنع لمعادن بطاريات السيارات الكهربائية في إطار خطط لجذب استثمارات بقيمة 32 مليار دولار في قطاع التعدين.
وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في بيان إن هدف الوزارة هو تمويل تسعة مشاريع للمعادن والفلزات.
تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط من خلال ضخ مئات المليارات من الدولارات في رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. والتعدين من بين القطاعات التي تستهدف الرياض توسعيها.
تشمل المشاريع التسعة مجمعاً لألواح الصلب بقيمة أربعة مليارات دولار لبناء السفن، ومشاريع في قطاعات النفط والغاز والبناء والدفاع ومجمع الصلب “الأخضر”، الذي سيوفر السيارات وتغليف المواد الغذائية والآلات والمعدات، وقطاعات صناعية أخرى. وكلا المشروعين قيد التنفيذ بالفعل كما هو حال مصنع معادن البطاريات الكهربائية بقيمة ملياري دولار.
وقعت الحكومة السعودية في الشهر الماضي اتفاقية لشراء ما بين 50 ألف و100 ألف سيارة كهربائية على مدى عشر سنوات من “لوسيد غروب” التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حصة أغلبية فيها.
وقال الخريف إن المشروعات ستوفر أكثر من 14 ألف فرصة عمل، وإن الوزارة تفحص الآن 145 طلب ترخيص استكشاف من شركات أجنبية، لافتاً إلى أن الاستثمارات ستستمر في جعل المملكة مركزاً للإنتاج والتعدين واللوجستيات في منطقة تمتد من أفريقيا إلى آسيا وتدعم أيضاً تحول قطاع التعدين السعودي حتى يتمكن من تحقيق أقصى إمكاناته.
اقرأ ايضاً: السعودية تتفق على شراء ما يصل إلى 100 ألف سيارة كهربائية من “لوسيد”
أبرمت السعودية اتفاقية مع شركة “لوسيد” لشراء 50 ألف سيارة كهربائية على الأقل، ترتفع إلى 100 ألف سيارة خلال 10 سنوات، بهدف تنويع أسطول سياراتها ليكون صديقاً للبيئة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
تعتزم “لوسيد” التي يمتلك صندوق الاستثمارات العامة حصة أغلبية فيها، إنشاء مصنع لتجميع سياراتها في السعودية، ومن المقرر أن يبدأ بناء المصنع الجديد في النصف الأول من العام الجاري.
تستهدف الشركة تصنيع ما يصل إلى 150 ألف سيارة سنوياً عند أقصى طاقة، توجّه لتلبية الطلب في السوق السعودية، مع وجود خطط لتصدير مركبات جاهزة كلياً إلى أسواق عالمية أخرى.
وذكرت الوكالة الرسمية السعودية أنَّ إبرام المملكة هذا الاتفاق مع “لوسيد” جاء لدعم الإنتاج المحلي، والعمل مع شركة “لوسيد” على تطوير طرازات ومركبات جديدة تناسب احتياجات الأسطول الحكومي.
كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد استثمر 1.3 مليار دولار في “لوسيد” التي مقرها كاليفورنيا خلال عام 2018، ثم زاد هذه الاستثمارات خلال فبراير 2021، لتبلغ حصته حالياً نحو 62% من أسهم الشركة.
اقرأ المزيد: “لوسيد” للسيارات الكهربائية تفتتح مصنعاً في السعودية بحلول 2026
كشفت “لوسيد” للسيارات الكهربائية أنها تعتزم بناء مصنع في السعودية بحلول عام 2025 أو 2026، حيث تجري الشركة مفاوضات بهذا الشأن حالياً بين الشركة مع الوزارات المختصة في المملكة.
في مقابلة لـ”بلومبرغ”، على هامش أعمال “مؤتمر المعادن الدولي” المنعقد في الرياض، قال رئيس مجلس إدارة شركة “لوسيد” للسيارات الكهربائية أندور ليفريس: “بعد نجاحنا بإنتاج وبيع السيارات بنجاح في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تركيزنا ينصب على مصنع السعودية الآن”. مُضيفاً بأن المناقشات تتم حالياً لتحديد نسبة الحصص التي سيمتلكها كل من الشركاء في هذا المشروع.
موقع المصنع
كان أشخاص مطلعون على الأمر قالوا في وقت سابق من هذا العام إن الشركة المُصنّعة لسيارة “اير سيدان” التي يبلغ ثمنها 169 ألف دولار، كانت تجري مباحثات مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء مصنع للسيارات الكهربائية بقرب مدينة جدة المُطلّة على البحر الأحمر.
سيكون صندوق الاستمارات العامة الذي يبلغ حجمه 360 مليار دولار، ويُعدُّ الشريك الرئيسي في “لوسيد”، مسؤولاً عن توفير الأموال لإنشاء المصنع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بحسب أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب خصوصية المحادثات. كذلك، فإن الصندوق و”لوسيد” يقومان بدراسة موقع محتمل آخر للمصنع في مدينة نيوم الواقعة في شمال غربي السعودية.
يُذكر أن شركة “لوسيد غروب” كانت قد صرحت مؤخراً عن عزمها أيضاً افتتاح معرضها الأول بالشرق الأوسط، وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون في الرياض، وذلك خلال الربع الاول من عام 2022.
تمّ ادراج “لوسيد” في مؤشر “ناسداك 100” في 11 ديسمبر من العام الماضي، وتتجاوز القيمة السوقية للشركة حالياً كلاً من شركتي “فود” و”جنرال موتورز”، إذ تبلغ نحو 60.88 مليار دولار.
كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد استثمر 1.3 مليار دولار في “لوسيد” خلال عام 2018، ثم زاد هذه الاستثمارات خلال فبراير 2021، لتبلغ حصته حالياً نحو 62% من أسهم الشركة.
وقد جاءت كلمة ليفريس خلال أعمال “مؤتمر التعدين الدولي” الذي انطلقت فعاليته اليوم في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض.
المصدر: اقتصاد الشرق – مواقع لإلكترونية